الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الإصلاح هدف وطني
Date
2011-02-22xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14320319Author
Abstract
الإصلاح هدف وطنينواف مشعل السبهان هنالك حقائق لا بد من توضيحها والإقرار بها حتى تستقيم رؤيتنا للأمور ونبنيها على أرضية سليمة، من هذه الحقائق أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ أعاده الله سالما معافى ــ هو رائد للإصلاح منذ أن تولى مقاليد الأمور، وتشهد على ذلك القرارات والخطوات الإصلاحية التي تمت في عهده، ومنها أيضا أن بلادنا شهدت عملية إصلاح مقننة ومنظمة بدأت منذ عدة سنوات لتكون بذلك سباقة في المنطقة كلها وقبل أن يتحدث أحد عنها أو يطالب بها، كما نرى من حولنا اليوم، وعلى ذلك شواهد واضحة ومؤكدة، الشاهد الأول يكمن في إطلاق مبادرة لحوار وطني حركت وما زالت بحيرتنا الراكدة، ومع أن نتائج هذا الحوار لم تتبلور بعد في مشاريع عملية، إلا أنها أثمرت نتائج باهرة تبدت في فتح الأبواب لطرح الآراء وتلاقي الأفكار وجعل النقاش غير المقيد متاحا وعلنيا ما بين كل أطياف المجتمع بتنوع آرائه ورؤاه، وهو ما ألغى أحادية الرأي لحساب تعددية ترسى لمبدأ شراكة ليس فيها إقصاؤه ولا تهميش لأحد، باتت تسمع وتطرح في العلن بعد أن كانت تتداول في الغرف المغلقة. والشاهد الثاني لملامح العملية الإصلاحية ما نراه اليوم من حرية إعلامية مقروءة ومسموعة ومشاهدة لنقد السلبيات وإلقاء الضوء عليها وإعطاء مساحات واسعة لكل الآراء لتعبر عن رؤيتها الوطنية والفكرية، ولعل أوضح أدلة ذلك هذا التعاطي مع كارثة السيول في جدة الأولى والثانية، حين قام إعلامنا بدور بارز ومهم في تبيان الحقائق ونقد للأسباب وكشف للسلبيات وأوجه القصور والإهمال الذي أدى إليها بجراءة وصراحة كانت حلما وخيالا فباتت اليوم حقيقة تمارس وتشاهد وتسمع. هذه حقائق لا ينكرها إلا من لديه قصر نظر، إلا أن هذه الحقائق لا تلغى كون أي عملية إصلاح لظروف تستدعيها تحتاج لاستمرارية وتطور لتواكب التطلعات والآمال، وهذا يقود لحقيقة أخرى وهي أن عملية الإصلاح لتكون إيجابية ومنتجة لا بد أن تصبح متفاعلة وفاعلة عبر نتائج تقوم على تطوير الأنظمة والتشريعات لمعالجة أوضاع بعضها لم يعد صالحا ولا متوافقا مع حركة تطور المجتمع كالوضع المعيشي للمواطن، وبعضها الآخر ضرورة للقضاء على سلبيات وأخطاء تعوق أي عملية تطوير ونمو تؤمن سلامة المجتمع من ردود أفعال هي نتاج طبيعي لانسداد الأفق أمامها، وقصر النظر ينسحب أيضا على من يرى أن ما تحقق وتم من إصلاحات كاف، وهذا ليس صحيحا، نعم لقد حققت عملية الإصلاح التي قادها الملك شخصيا ودعا إليها خطوة أولى مهمة بجعلها هدفا وطنيا وليس مطلبا يفرض، إلا أن المرحلة الآن تتطلب إعطاءها دفعة جديدة تعيد لها حيويتها لتكون مسؤولية الجميع ومهمة كافة الفعاليات حتى تأتي النتائج بوسائل إيجابية ومثمرة بدون شطط ولا بطء. إن حجر الرحى في أي عملية إصلاح حقيقي هو في محاربة الفساد بشقيه المالي والإداري، فالفساد هو أكبر وأخطر مهدد للأمن الاجتماعي، وهذا ما كان واعيا له خادم الحرمين الشريفين ومدركا إياه حين وعد في بداية عهده أمام مجلس الشورى بأنه سوف يضرب هامة الفساد، وكان ذلك مؤشرا إيجابيا لمرحلة إصلاح حقيقي وفاعل، وهذا ما يجب اليوم أن يستمر به ليكون بداية لمرحلة جديدة في عملية الإصلاح، وهناك جهات معنية بهذا الجانب يستلزم فقط تفعيلها وإطلاق يدها ضمن قانون ونظام لا تجاوز فيه ولا تهاون، فهناك هيئة الرقابة والتحقيق المعنية أساسا بالرقابة الإدارية والمالية والتحقيق التأديبي والجنائي، وهناك ديوان المراقبة العامة المعني برقابة جميع إيرادات الدولة ومصروفاتها، وأخيرا الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والتي جاء إنشاؤها لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد والتي أقرت من مجلس الوزراء، ووجود مثل هذه الهيئات يعني أنه ليس لدينا نقص في المؤسسات والأنظمة المعنية بمواجهة السلبيات ومنها الفساد المالي والإداري، ولكنها فقط تحتاج لأن يتم تفعيل صلاحياتها ومهامها بشكل أوسع ضد كل الفساد والمفسدين، وأن تخرج من إطار تقديم البيانات النظرية للتطبيق العملي لصلاحياتها.
Link
الإصلاح هدف وطنيPublisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
682740Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
6343Topics
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - مجلس الشورى
السعودية - مجلس الوزراء
الفساد الاداري
الفساد المالي جرائم الاموال
المجتمع السعودي
Organization
الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد - نزاهة - السعوديةمجلس الشورى - السعودية
مجلس الوزراء - السعودية
The name of the photographer
نواف مشعل السبهانDate Of Publication
20110222Spatial
السعوديةجدة - السعودية