الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك.. والرئيس.. ديمومة الإخاء.. والتعاون
الخلاصة
علاقة المملكة بمصر لا تحكمها المجاملات، أو تخفي إيجابياتها الخلافات، إذ أن قيادتي البلدين تعرفان واجباتهما بشكل لا تطغى عليه أساليب العلاقات المزدوجة، وهذا ما وفر إطاراً مهماً للتعامل بوضوح، وهما بدون مبالغة الركن الأساسي في أحوال المنطقة العربية.. فمصر تاريخ وحضارة وعروبة، وظلت في الحرب والسلم قوة المنطقة الأساسية ولا يستطيع أحد أن يماري على أدوارها وعمقها للأمة العربية، وريادتها في النهضة الراهنة.. والمملكة قلعة العروبة، ومنبع الإسلام، والممثل لدور الدبلوماسية المرنة وفتح الحوارات على كل المستويات العربية والدولية، ويكفي أنها في قمة حوار الأديان، والعشرين، في قائمة الدول المؤثرة .. وأهميتها الإسلامية بحضانتها للحرمين الشريفين، وأكبر دولة في العالم في إنتاج واحتياطيات النفط مؤهلات لا تحصل عليها دولة أخرى في الجانبين الروحي والمادي... قمة جدة بين الرئيس حسني مبارك، وخادم الحرمين الملك عبدالله هي استمرار في حلقات مترابطة على كل المستويات، ويأتي تدشين العبّارتين لنقل الركاب بين المملكة ومصر، وبكلفة مليار وثمانمائة مليون دولار كهدية من المملكة لشقيقتها والتي تعد قيمة ليس بالمبلغ ولكن بالمعنى والصلة والتوافق على مختلف السياسات دون حساسيات أو تنافس على زعامة عربية، بل يأتي التكامل والتقابل كميزة أساسية في مختلف الأزمنة والعصور، وهذا الاتجاه، جعل التوازن في السياسة العربية مع العالم، أن العاصمتين هما مدخل ومخرج التلاحم وحل القضايا المعقدة بالمنطقة وخارجها.. الأمة العربية تحتاج لأن تخرج من نطاق التشاحُن والتضاد، إلى التضامن والتعاون، لأنه في عالم يتسابق على الإنجازات العلمية والتنمية البشرية والمادية، أحدث تغييراً في القوى عندما توحدت أوروبا وتم تنسيق في التعامل المرن بين دول أمريكا الشمالية، وكذلك آسيا وأفريقيا، ويبقى الوطن العربي حلقة الفراغ في تفاعلاته الإيجابية عندما طغت الخلافات على تثمير الإمكانات الكبيرة وجعلها هدفاً لهذه الأمة.. وإذا كانت مصر والسعودية، هما من حاول صياغة علاقات دائمة بين الفلسطينيين، والسودانيين، ووضعتا هدفاً للأمن القومي، والسلام مع إسرائيل على قاعدة عدم التفريط بالحقوق القومية، فهما من سعى مع القوى العظمى لخلق أجواء مصالحة وتعاون، وسد الفجوات التي أحدثتها مشاكل الإرهاب، والعداء للإسلام والأمة العربية، حتى إن كلمتهما ظلت الأعلى والأكثر سماعاً في تلك الأوساط، لاعتدالهما ورؤيتهما الواضحة.. العبّارتان عنوان لحلقات طويلة من الإخاء، وهدف سام لأن تبقى عربوناً لصياغة الأهداف النبيلة دون النظر لمن يقول أو يحكي سلباً، لأن القيادتين تعرفان واجباتهما ودورهما الذي لا يتمثل بحدث ما، ولكن بكل ما يتعلق بهذه الأمة التي لابد أن تصوغ عقد تضامنها وتوحدها وفق أسلوب الحقوق والواجبات المتكافئة..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
683009النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14775تاريخ النشر
20081206الدول - الاماكن
اسرائيلاسيا
السعودية
امريكا الشمالية
اوروبا
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر