دولة النقد الذاتي .. تطور لغة الخطاب السياسي في عهد الملك عبدالله
التاريخ
2008-03-19التاريخ الهجرى
14290311المؤلف
الخلاصة
خلال هذا الأسبوع لفت انتباه الكثيرين داخل السعودية وخارجها نشاط مميز للبيت السياسي السعودي في أكثر من محفل داخلي ودولي، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز ألقى كلمة هامة - بل واستثنائية - بين يدي مجلس الشورى ، فيما كان الأمير سلطان - ولي العهد - ينهي زيارته إلى دولة قطر الجارة بعد أنهى بحكمة واقتدار توتراً دام ستة أعوام بين البلدين، ومن دكار - العاصمة السنغالية - تألق الأمير سعود الفيصل في خطاب وصفه بعض المراقبين بأنه خطاب نوعي وتفاؤلي تقدمه السعودية بين يدي العالم الإسلامي المثقل بالنزاعات. ما يميز هذه المناسبات الثلاث هو احتواؤها على لغة في الخطاب السياسي غير معتادة في المنطقة، فمن لغة التهديد والتخوين والتطرف التي يمارسها البعض في المنطقة إلى خطاب عقلاني واقعي متسامح يشق طريقه بين زحمة المشكلات المزمنة والتحديات الراهنة. وإذا قلت إنه خطاب مختلف فقد أكون مقللاً من شأنه، بل هو خطاب اعتدال وتطور حقيقي في مفردات السياسة الداخلية والخارجية لم تشهده المنطقة من قبل. فأين تجد حديثاً صريحاً ومباشراً لقائد سياسي كبير - بحجم الملك عبدالله - يتحدث فيه بشفافية عن نقده لذاته، ويعزز فيه مضامين الحرية والأمل والتفكير المتزن، ويدعو فيه إلى تحقيق المكتسبات الروحية والمادية للوطن. وأين تعثر على سياسي حكيم كالأمير سلطان يعمل على تجاوز الخلافات الضيقة بين دول الجوار، ويغلب لغة الحوار والتسامح حتى مع أولئك الذين ناولوه الإساءة في يوم من الأيام، بل ويقود المبادرة إلى ذلك بنفسه دون وسطاء. أما إذا أردت دليلاً على هذا التطور الذي أتحدث عنه، فقارن بين كلمات الدول المشاركة في القمة الإسلامية المنصرمة، وأعطني خطابا ركز على منهج العقلانية وأسلوب الاعتدال وروح التسامح والانفتاح على الآخر كالذي دعا إليه وزير الخارجية السعودي. هذه الخطابات والمضامين الواردة فيها قد لا تلفت انتباه الفرد العادي، ولكنها مضامين هامة وحساسة بالنسبة للسياسة السعودية في عهد الملك عبدالله، وتنم عن رغبة في التطور والتعامل الإيجابي مع التحديات، فهي تركز على ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي، وتدعو إلى تعزيز الصداقة والتعاون مع دول العالم، وإذا ما قارنت بين هذا الخطاب وبين ما هو سائد في العالمين العربي والإسلامي أدركت الاختلاف في اللغة والأفكار والطموحات. قد يقول البعض أن مثل هذه الخطابات ليس لها تأثير مباشر....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
684033النوع
تحليلرقم الاصدار - العدد
14513الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
عادل بن زيد الطريفيتاريخ النشر
20080319الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية