الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
غراس الملك
الخلاصة
غراس الملكياسين البهيش - جدة الملك عبدالله.في ثنايا أضخم موازنة بلغ عدد المبتعثين والمبتعثات 257 ألفاً، إنهم مع أقرانهم في جامعات المملكة يمثلون الغرس الكبير للملك عبدالله، وهنا يأتي دور وأدوار من كلفهم بتسنُّم الوزارات وترؤُّس الإدارات وإدارة المؤسسات للعناية بالعائدين من البعثات وخريجي جامعاتنا. فالمسؤولية كبيرة، وتتطلب مجهودات عظيمة لإكمال المشوار حتى لا تذر الرياح ما تم غرسه، أو تقتلعها أعاصير الزمن، ولابد أن يشعر الجميع ويُدرك أن الوطن قادر على استيعاب الجميع واحتوائهم، واحتضانهم، وإيصالهم إلى بر الأمان قبل فوات الأوان، فالعُمر محدود والوقت يمضي ولا ينتظر أحداً، فهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك.وبدلاً من أن يتفوَّه أحد بما لا يُقال «ألا يحلُم أحد من المبتعثين بالقطاع العام وما لهم إلا القطاع الخاص» كان عليه بكل صدق وإخلاص الإسهام في التفكير في الحلول اللازمة والدائمة لاستيعاب العائدين في القطاعات الخاصة أو العامة ومشاركة مجلس الشورى الموقر في البحث عن الحلول، لأننا من دون ذلك سنجد أن أعداد العاطلين عن العمل في تزايد، وتنتقل البطالة من خانة المستويات الأقل تعليماً وتدريباً إلى مستويات أعلى تعليماً وتدريباً، وهذه كارثة كبرى بكل المقاييس، وهدر كبير للمال والوقت والثروة البشرية لا يقبله أحد.إنها الأمانة التي تفرض على الجميع القيام بها وتحمُّلها (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها فأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا) الآية. فلا يجوز لأي مسؤول كائناً من كان أن يتخلى عن المواطن، لأنه أمانة في عنقه، وعندما يضع الضوابط فلا بد أن يضع في الحسبان كل الفئات بلا استثناء، وفي حال الاستثناء لأي رؤية كانت، لابد من إحالتهم تلقائياً إلى الجهات المخوَّلة لتلقفهم حتى إيصالهم إلى الأمان المعيشي، فلا يجوز التخلِّي عن أحد أو تركه في مهب الريح.المجتمع بيئة متكاملة «تكاملية» تغطي معايش كل أفراده، فمن غير المنطقي ترك ثلثي مناشط البيئة لـ «تسعة ملايين» وافد، يأتون بلا معايير وتأهيل فنتركهم يكتسبون الخبرات على رؤوسنا! لكي يرجعوا لبلدانهم بالخبرات، فنجد مهاراتهم في بلدانهم بادية في ما يقومون به هناك، أما هنا فيتعلمون على حسابنا بل يأخذون الرواتب. يقول مواطن متقاعد: تخرَّج ابني في البترول والمعادن، وعمل بوظيفة براتب شهري مقطوع، وبعد معاناة ذهب لبريطانيا لإكمال دراسته على حساب أهله، أما ابنه الآخر فغادر إلى نيوزيلانده بعد عودته من أميركا «مكتفياً من الغنيمة بالذهاب!»، قائلاً: آخذها من قاصرها! ابنه الثالث تخرَّج في أميركا تخصص إلكتروني، فلم يجد وظيفة إلا حارس أمن، وأنا ابنتي العائدة بالماجستير من إنكلترا لا تزال تبحث عن عمل بعد انتفاء العريس! أما أخوها فعاد ببكالريوس هندسة ولا يزال يشتكي من عمله في غير تخصصه، والشرح يطول، فما الحل؟الحل متاح ومتيسر، ننشئ إدارة ربط ومتابعة تعطي لكل متخرج محلي وعائد من البعثة رقماً ثابتاً مرتبطاً بالحاسوب يتم متابعته حتى رُسُوِّه في العمل المناسب، ولا يستثني أحداً طالما هو على قيد الحياة، سواء تعدّى الـ 35 من العُمر أو غير ذلك من الضوابط التى ما أنزل الله بها من سلطان (وإذا قلتم فاعدلوا وبعهد الله أوفوا) الآية، فلا يمكن ترك أحد في مهب الريح! فنحن جعلنا الله تعالى كالجسد الواحد «إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، فيجب أن نلحق أنفسنا، فالوقت لا ينتظر أحداً، فهناك من انتظر سنوات طويلة بحثاً عن عمل، وكثيرات لهن سنوات حبيسات البيوت ينتظرن فرصة عمل، أو عريساً لم يصِل! ومسؤولية الجميع إيجاد الحلول، وهي متاحة بإذن الله إذا عقدنا العزم والنية.دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانيalbohaishkaram@gmail.com
الرابط
غراس الملكالمصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
684426النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17810الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
ياسين البهيشتاريخ النشر
20120108الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية