الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وقف فتاوى «القلطة» ..في وقت «مهم»
الخلاصة
أخيراً تنفس السعوديون الصعداء، بعد أن تحولت ساحة الفتوى في بلادهم إلى أشبه بميدان المحاورة أو«القلطة»، كما يطلق عليها الشعراء ومحبو هذا اللون من الفنون، فما نكاد نسمع فتوى جديدة، حتى كنا نسمع رداً لها من الطرف الآخر، وهكذا على مدى أشهر قليلة ضرب السعوديون رقماً قياسياً في تداول فتاوى عجيبة وغريبة، لم تحقق للمجتمع أي فائدة سوى أنها كشفت ضعف ثقافة الحوار والسؤال، وأيضاً مدى تفاهة الكثيرين في الاهتمام بمثل هذه الصراعات السطحية، وأمام هذه السوق الرخيصة انتعشت مبيعات صحف ومجلات، وحققت قنوات فضائية مكاسب خيالية من الإعلانات، وصعدت نجومية مشايخ وارتفعت أسعارهم في بورصات القنوات الفضائية، مستغلين بذلك نجوميتهم، أما المشاهد أو المجتمع فبقي فاتحاً فاه، لا يعرف ماذا يفعل بعد أن ضاع بين شعراء «القلطة» كل يمدح في فتواه. بالتأكيد ما كان يحدث هو تشويه لصورة الإسلام ومعانيه الجميلة، وأيضاً إساءة لصورة العالم الذي عرف بالحكمة في معالجة الكثير من القضايا، فكيف يمكن لولي الأمر أن يرى هذه السقطات لمكانة العالم والفقيه والتجاذب والتشدد وهو لا يخدم الإسلام، بل يسيء اليه، لهذا كان مهماً أن يتدخل ولي الأمر لوقف هذه المهازل، وإعادة الأمور إلى طريقها الصحيح، وليس بمستغرب للملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي عُرِف عنه أنه دائماً يأخذ المبادرة نحو تصحيح الأوضاع بعد أن يمنحها فرصة من الوقت لعلها تعود الى الصواب، منح الملك عبدالله الفرصة الكافية لأنصاف الفقهاء ليستفيقوا من غفوتهم ويدركوا خطأهم، إلا أن هذا لم يحدث، فتمادوا، أحدهم خرج يطالب بهدم الحرم المكي الشريف وإعادة بنائه أو توسعة المطاف وجعله أدواراً متعددة، بحيث يمكن فصل النساء عن الرجال، وخرج بعدها مجتهد آخر يقول إنه حلل قتل كل من يمنع توسعة المطاف أو السعي، وبعد أسبوع خرجت لنا فتوى الرضاعة، للرجال غير المحارم، حتى يتمكنوا من الدخول والخروج على نسائنا، خصوصاً أنهم أصبحوا إخوة في الرضاعة، والبعض الآخر دخل في جدال إباحة الغناء وتحريمه، وبعد نقاش طويل يتراجع، وفي قضايا الحجاب وعمل النساء في محال بيع الملابس النسائية. هذه الفتاوى وغيرها أشعرت رجل القيادة الأول بالمسؤولية، ليس لأنه يمثل المملكة العربية السعودية، ولكن لأن هذه البلاد أخذت على عاتقها أهمية أن تعكس الصورة الحقيقية للإسلام من دون غلو أو تزلف أو مبالغة، إنها الصورة الوسطية للإسلام،....
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
685669النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17299الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالفتاوى الشرعية
المؤلف
جمال بنونتاريخ النشر
20100815الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية