الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك.. الأخوة في أسمى معانيها
الخلاصة
الملك.. الأخوة في أسمى معانيهاكلمة الاقتصادية قائد هذه البلاد، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان نزيل المستشفى، حيث أجرى - حفظه الله - عملية تكللت - بحمد الله - بالشفاء، لكنه ما لبث يقضي فترة النقاهة التي أقرّها الأطباء، حتى جاء الخبر الحزين المؤسي في انتقال روح ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى بارئها. كان خبر الوفاة المفاجئ بثقل وطأة حزنه على قلب القائد والأسرة المالكة والشعب السعودي والأصدقاء المحبين في بلدان العالم.. كان هذا الخبر مما لم يجد في قلب القائد سوى طهارة الحس الإنساني ونبل الأخوة وصدق مشاعرها فلم يتردد لحظة، بل بادر بروحه السامية إلى أن يكون، وهو بعد في فترة نقاهة بالكاد بدأت، بادر بنفسه ليكون أول مَن يهب لاستقبال جنازة أخيه في مطار الرياض، مستبقاً موعد الوصول يفيض مشاعر وأحاسيس وعواطف تعبر عن عمق المحبة الأخوية وعن شديد الوفاء لهذه الرابطة النادرة وعن حجم الجزع على فقده ومدى الإيمان المسلم بقضاء الله وقدره والرضا به والثقة بالخالق أنه خير معين على الصبر والسلوان، والملجأ الأوحد لطلب الغفران والرحمة للفقيد العزيز. عرف المواطنون أبا متعب في مواقف إنسانية فذة سواء في تلمسه احتياجات الضعيف والمريض والمحتاج أو في مقابلة تحديات التنمية ومهامها الجسيمة، كما لامس قلوبهم في تحسس هواجسهم في زيادة دخولهم وتحسين مستوياتها فكانت قراراته بزيادة المرتبات وبدل غلاء المعيشة وحزم من القرارات فيها دعم قروض صناديق التنمية وبرامج ومشاريع حيوية صحية وتعليمية سار هو بنفسه لمختلف المناطق ليكون كتفاً بكتف مع أهلها حاضراً باشاً باسماً ودوداً بينهم بعفوية أسرت قلوب الجميع. أما وقد رأوه وهو في وضعٍ صحي لا يرفق بنفسه وهو مَن هو في سدة حكم بلد له ثقله المدوي في العالم بكل ما يعنيه ذلك من تكاليف القيادة وحساسية العلاقات الدولية.. ولكنهم مع كل ذلك رأوه في هيئته الوضاءة الورعة جالساً في بهو المطار في انتظار وصول جنازة أخيه الفقيد ولي العهد - يرحمه الله - فإنهم لم يتمالكوا تفجر أنهار من الدمع سالت من العيون على جلال المشهد في مهابة الرجل وعظمة الشعور الإنساني بفضيلة المؤمن ووقار تمالك الذات، كما لم يتمالكوا مع أنهار الدموع تدافع زخم جياش من وجدانهم في شهقات وعبرات تتكسر في الحناجر والصدور وتجهش بالعويل رغماً عنهم، فقد رأوا القائد الوالد الأخ الكبير خادم الحرمين الشريفين في الانتظار لا يمنعه ولا يقعده عن أن يكون هناك أول مستقبل لجنازة الأخ الفقيد.. مرض كان قد ألم به أو نصائح الأطباء وضرورات النقاهة، فالفقيد أخ غال والأخ عند خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عوض النفس، فكيف بالعوض وقد رحل وترك وحشة في الروح وفراغاً في أدوار خلق لها وخلقت له، كان - رحمه الله - نعم المباشر لها على أحسن وأروع ما يكون، كما ترك الفقيد في قلب القائد خادم الحرمين لوعة الفقد التي لا يملك القائد لقلبه معها رداً، فإن النفس لتجزع وأن العين لتدمع، كما قال نبي الهدى محمد - صلى الله عليه وسلم. ومع الفقيد في نعشه، وإلقاء نظرة الوداع عليه والجزع على غيابه، كان أيضا ينذر نفسه بشهامة القائد الفذ والأخ الرؤوم والصديق اللصيق لأن يكون في استقبال جموع الوفود التي جاءت تعزيه فيه من زعماء العالم وساسته وشخصياته الرفيعة ومن الأعيان وجموع المواطنين.. يتلقاهم بالشكر والتقدير محتملاً بصبر الاحتساب للخالق - سبحانه - مشتملاً بمناقبه الكريمة في كل ما هو سام من الكلمات الدمثة ينطق بها وبالملامح المعبرة في الجوارح مثلما، كما هو دأبه، ماجداً في جليل أعماله. عزاؤنا لوالدنا القائد خادم الحرمين الشريفين، وللأسرة المالكة، ولسائر أبناء هذا الشعب المحب المخلص، والرحمة والغفران من رب رحيم للفقيد الكبير سمو ولي العهد سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - آمين.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
689029النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6589الموضوعات
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤهعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التعازي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الصحة الشخصية
تاريخ النشر
20111026الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية