الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
التفكير بصوت مسموع الأمير مقرن.. إمكانات شخصية وتجربة ثرية
التاريخ
2013-02-05التاريخ الهجرى
14340324المؤلف
الخلاصة
الأمير مقرن بن عبدالعزيز يملأ المكان بهجة بابتسامته التي تبعث في نفس زواره وضيوفه دفئا حقيقيا تجعله ينفذ إلى أعماقك بسهولة وترحاب. تشرفت هذا الأسبوع بالسلام عليه وتهنئته بالثقة الملكية نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وهو يغمرك بتواضعه ولكنه في ذات الوقت يبهرك بسرعة بديهته واستيعاب من حوله أيا كان عددهم إذ تشعر أنه يتوجه إليه وحدك في وقت يخاطب فيه الجميع. أول معرفتي بسموه كانت سماعا منذ أكثر من عقدين من الزمان عندما كان أميرا لحائل، فقد عاد إلي زميل في بلاط صاحبة الجلالة وهو مبهور من دماثة خلق الأمير الذي قابله في منتصف المجلس وتحدث معه بتواضع جم. سمو النائب الثاني يملك إمكانات تؤكد سلامة الاختيار، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز يختار مساعديه وقيادات الدولة بنظرة فارس، وبحنكة قائد، وبتجربة سنوات في الحكم والسياسة. ودائما أرد على الزملاء في دوائر البحث والإعلام في أمريكا وغيرها عندما يتحدثون عن المؤهلات العلمية للقيادات السعودية بأن من تعلم السياسة في جامعات العالم المرموقة يتعلمها بالطرق التقليدية وأن مواصفاته وما تتاح له من فرص وتجارب هي التي تحكم على جودة ما تعلمه ومدى انعكاسه على إدارته وما يوكل إليه من مهام سياسية، لكن التوجه الحديث في التعلم والأكثر تأثيرا في شخصية المتعلمين هو التعلم بالعمل (learning by doing) وقادة هذا البلد من ابناء الأسرة الحاكمة رضعوا السياسة ونشأوا في مدرستها، وشبوا في جامعتها فكانوا دائما في مستوى المسؤولية؛ والدليل على ذلك أنك عندما تقف في وسط الرياض وتتلفت للعواصم العربية الكبيرة في كل الاتجاهات تجد أن الرياض أكثرها نموا واستقرارا وأن مسيرة التنمية السعودية خاصة في مجال تطوير الإنسان تعد الأميز على مستوى العالم العربي، والسبب بعد توفيق الله أن القيادة السعودية لا تتعامل بعاطفة مع القضايا ولا تميل إلى الشعارات في إدارتها لشؤونها الداخلية والخارجية، ولذلك فرضت عليها أزمات كبيرة واستطاعت الخروج منها وتجنيب شعبها ووطنها الكثير من المآسي بصبرها وإدارتها للأزمات بما يُغلّب مصلحة الوطن على الانفعالات الشخصية والثأر للذات. ومن راقب وضع المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م خاصة في أمريكا والغرب وتكالب الصديق والعدو عليها يلحظ أن خروج وطننا سالما من تلك الكارثة كان بتوفيق الله أولا ثم بسياسة النفس الطويل وإنكار الذات رغم ما تعرض له رموز هذا الوطن من استهداف لفظي لو حدث لرئيس عربي آخر فإنه سيكون سببا كافيا لإعلان حالة الحرب. صورة الأمير مقرن وهو يقبل رأس المفتي ذات معان ودلالات عميقة تمر مرور الكرام على عامة الناس لأننا مجتمع يحترم الكبير ويقدر طالب العلم ولأن التجربة السعودية في إدارة المصالح لم تغفل تأطير السياسة بالمبادئ الثابتة لهذه الأمة ولذلك كانت الجوانب الأخلاقية ذات أولوية في القرارات حتى وإن كان ذلك على حساب المصالح المادية. الأمير مقرن دم جديد يضخه الملك عبدالله في شرايين الإدارة وتحديدا في قمة هرم السلطة إلى جانب الملك وولي العهد. ويقيني بأن إمكانات الأمير مقرن الشخصية المقبولة جدا، وتجربته الثرية والمتنوعة تجعل منه رهانا لمرحلة حرجة في تاريخ المملكة والمنطقة. فالوضع الراهن يتطلب نوعا من الديناميكية وسرعة اتخاذ القرار والنزول للناس والتفاعل مع الأحداث داخليا وخارجيا، كما أنه عصر تقني؛ وسموه قريب جدا من التقنية ولذلك فلن تكون لغة التفاهم العصرية مغلقة عليه. وتبقى مسؤولية الفريق المحيط بسموه كبيرة جدا في تفعيل تلك الإمكانات الكبيرة للأمير مقرن لمصلحة الوطن وهذا الشعب الكريم الذي هو وصية خادم الحرمين لسمو النائب الثاني ولكل مسؤول. الاجتهاد بحسن نية لاشك أنه نافذة للسلامة ولكن الاجتهاد بحسن نية ووفق وسائل وأدوات علمية في الإدارة والحكم والتعاطي مع الرأي العام تجعل مهمة المسؤول أكثر نجاحا وبتكلفة أقل.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
689745النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
16297المؤلف
عبدالله بن موسى الطايرتاريخ النشر
20130205الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية