الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فضائية عربية تحاكم وزير التجارة السعودي !
التاريخ
2008-01-30التاريخ الهجرى
14290121المؤلف
الخلاصة
اقتحمت احدى الفضائيات العربية مركبا صعبا.. تسلقت فيه كما تتسلق الطفيليات سيقان النبات المثمر.. وكأنها وبأسلوب أهل الحجاز واخواننا في مصر قد عجزت عن بيتها فراحت تكنس بيت الجيران.. وبأسلوب اخوتنا اللبنانيين وامام الواقع المؤلم والمتفجر في لبنان ارادت (ان تفش خلقها) في معالي وزير التجارة السعودي.. في خروج على المألوف والعرف الاعلامي في مزايدة رخيصة ومكشوفة.. بل انها قد خرجت حتى عن طابعها وسمتها المعروفين بالاعتدال والاتزان.. وفتحت باب الاسراف والتبذير امام الكلمات والعبارات المارقة والخارجة على القانون.. عندما اقدمت يوم الاثنين 12 محرم على طرح معالي وزير التجارة السعودي على بساط (الأشعبية) (اشعبية الفضول والانفلات غير المسؤول) فعرضت بمعالي الوزير.. وبزغم من أعد البرنامج ان في ذلك حرية وشجاعة.. ومن يمعن النظر ويتقصى الحقيقة لواقع الدوافع يتملكه العجب وتغمره الدهشة. والمنصفون تساقطت أوراق اعجابهم بهذه المؤسسة الرصينة كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف.. والتي كان الكثيرون يركنون اليها.. ثقة في نزاهتها وما تعمد اليه من موضوعية وشفافية ولكن في برنامجها هذا أبحرت حتى الادلاج في خضم المغالطات المكشوفة.. لعلها قد اخطأت حساباتها.. فهي تريد اشاعة شعبيتها وسط الجمهور السعودي بما توليه من اهتمامات بقضاياه وترفع النقاب والحجب.. تدغدغ بذلك عواطفه.. وهي ترصد كل حركة شاذة وتكبرها بأسلوب (الزوم).. لكن موضوع وزير التجارة كان باهتا.. اخففت فيه القناة ولم تصب المرمى.. وانعكس ليصيبها في مكمن.. وكان الوزير اشجع من الجميع.. من الذين رشحت اقلامهم حبراً وتندت جباهم حبرا.. في تحامل مكشوف ومنحاز (لحاجة في نفس يعقوب) نعم كان وزير التجارة السعودي صريحا وفي منتهى الصراحة.. لم يمارس القفز فوق جدار الواقع.. بل كان منطقيا ومعقولا.. ولم يستبق الاحداث بل هو نجح في قراءة المستقبل من خلال منظوره.. وعبر معلوماته الدولية التي في متناول يده وبعيدة عنا.. وعن اولئك (حاطبي الليل). والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا وزير التجارة السعودي وبس؟ لماذا لم يثر الجدل حول وزراء ومسؤولين عرب تناط بهم مسؤولية الحراك الاقتصادي واثاره وانعكساته على قوت المواطنين وارتدادات الريال والدولار وارتفاع الفائدة التي تمثل كابوساً على كاهل المواطن. احسب ان من الانصاف اماطة اللثام عن حزمة الاسباب.. التي هي في واقع الأمر مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الحالة المتردية للاسعار في شكل جنوني يثير الازمة تلو الازمة.. عندنا ومن حولنا بل في العالم بأسره.. والقضية تمثل شبكة متداخلة الحلقات ومعقدة.. الا على من الهمه الله ان يتلمس الحلول الايجابية ليرحم كاهل المواطن ويرفع عنه الحيف الذي وقع به. ان ما قاله الوزير عن الارتفاع العالمي للاسعار هو عين الحقيقة وليس للدولة فيه ذنب بل هو كارثة تعم الكون وان كانت بنسب متفاوتة.. ولقد أحسن خادم الحرمين الشريفين عندما اصدر أمره الكريم بتأسيس جمعية لحماية المستهلك تهدف الى العناية بشؤون المستهلك ورعاية مصالحه والمحافظة على حقوقه والدفاع عنها لحماية المستهلكين من براثن ذئاب سرقة لقمة العيش من أفواه الشرفاء. ولا أخال أن المزايدة والتلاعب بالالفاظ والتصدي لهكذا موضوع بأسلوب إثارة الغبار انما هو ظلم للحقيقة وعسف للكلمة وتجريدها من مضمونها وافراغ للشحنات العاطفية والرغبات المكبوتة.. أولى بها العيادات النفسية المتخصصة لا شحن الجماهير واستثارتها في همجية وغوغائية ليست من شيمة الكلمة الصادقة الأمنية بل هي من سقط المتاع.. ويمجها العقل السليم في الجسم السليم وحسبي الله ونعم الوكيل. Email: ali@alrabghigroup.net Fax:6609569
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
690612النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15131المؤلف
علي محمد الرابغيتاريخ النشر
20080130الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية