الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فلسفة المبادرة السعودية
التاريخ
2010-11-01التاريخ الهجرى
14311124المؤلف
الخلاصة
لقد مضى ما يزيد عن سبعة شهور منذ الانتخابات التي أجريت في السابع من مارس 2010م، ولم تتشكل للعراق حكومة. إذ بقيت الكتل السياسية السنية والشيعية والكردية تتنافس على السلطة والمناصب، ويمكن للمراقب الواعي أن يحس بالفجوة، أو مخاطر الفراغ السياسي، وما يجره على العراق والمنطقة.. وعلى الرغم من البيان الذي صدر عن الائتلاف الوطني الشيعي الذي أعرب فيه النائب حسن السنيد عن ثقته في قدرة النواب في الشعب العراقي على التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة شراكة وطنية، إلاّ أنه لم يتم التوصل لشيء حتى الآن.. ولا شك أن عدم وجود حكومة يثير القلق وخاصة مع قرب انسحاب القوات الأمريكية الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث تصعيد في أعمال العنف ناهيك عن تنامي النفوذ الشيعي المحتمل، إزاء ذلك الفراغ الإستراتيجي وهي مخاطر واردة وقلق يلقي بالكثير من الضبابية في سماء المنطقة.. ولكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -كعادته- وهو رجل المبادرات لابد أن يتخذ موقفًا، ويسجل بكل الصدق والأمانة حرصه على مصالح الأمة العربية والإسلامية، فضلاً عن الاستقرار العالمي، فأطلق دعوته الحكيمة التي يسجلها التاريخ ضمن سجل إنجازاته ومبادراته العديدة في سبيل لمّ الشمل وحقن الدماء.. ونداء الملك الذي وجهه إلى رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات السياسية له اعتبارات كثيرة إلى جانب حقن الدماء، إذ راعى -حفظه الله- أن يكون الاجتماع تحت رعاية جامعة الدول العربية؛ ليتخذ شكلاً بروتوكوليًّا مقبولاً من كل الأطراف، فهو تحت مظلة الجامعة، كما أراده -حفظه الله- بعد انتهاء موسم الحج في 18 نوفمبر عقب مناسبة وركن من أركان الإسلام، وحضور أو تجمع إسلامي كبير بعد أداء الشعائر الدينية، وهي مناسبة قد توفر مناخًا روحانيًّا يلائم تهدئة النفوس واستشعار التلاحم الذي يحققه لقاء الحج الأكبر.. كما أن النداء قد خاطب كل الأحزاب والطوائف في لفتة مهمة إلى مصلحة العراق والأمة العليا مهما تباينت طوائفها واتجاهاتها؛ لأن في ذلك ليس مصلحة العراق فحسب، ولكن مصلحة المنطقة والأمة الإسلامية التي تكفيها النزاعات الإقليمية والدولية التي أضعفتها وجعلتها لقمة سائغة للأعداء.. وقد خاطب خادم الحرمين الشريفين الضمائر الحية في الشعب العراقي الشقيق الأبي، فذكّرها بعزتها وكرامتها في عصر تداعت فيه الأزمات على الأمة، حتى أثقلت كواهلها، وأوهنت عزائمها كما ذكّرها بأهمية وحدة العراق وأمنه وازدهاره، وبأهمية التضحية من أجل المصلحة العليا، فهم على مفترق الطرق.. وبالإضافة إلى كل ذلك أكد -حفظه الله- استعداد المملكة العربية السعودية لمد يد العون والتأييد والمؤازرة لما سوف تصل إليه تلك الأحزاب والطوائف من اتفاق شامل، وهو تأكيد رائع وحكيم لحرص المليك المفدى على لقاء الموضوعية والحياد، فالمملكة لا يهمها تأييد طرف على آخر، ولا اتخاذ موقف بقدر ما يعنيها ائتلاف الأطراف مهما كان تباينها، فعادة المملكة عدم التدخل في الاتجاهات الداخلية للدول.. لذلك أعلن الملك بكل الصدق والتواضع أن مبادرته بمثابة اجتهاد حرص فيه على الدعم والتأييد لكل ما يتفق عليه الأطراف.. وهي دعوة حكيمة في وقت حرج ومهم، تؤكد يقظة ضمير ملك الإنسانية ورفعة منظوره السياسي الحكيم الذي يخطط ويحسب ويبادر قبل وقوع الأحداث، فالشعب العاقل يدرك مهما تباينت اتجاهاته ما آل إليه مصير العراق إبان الفترة الماضية ونزاع الفرقاء، وما جرَّه من وبال على مقدرات العراق الشقيق، وهي مسؤولية تاريخية تسجّل لمليكنا المفدى في هذه الحقبة، إذ يكفي ما عاناه العراق من مشكلات وحروب وأزمات داخلية، وقد آن الأوان لطي الصفحات القديمة في ماضٍ قاتم، وهو ما أكده الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في تعليقه على الدعوة ترحيبًا وإشادة بدور الملك عبدالله المشهود في إنهاء الخلافات العراقية - العراقية، وهذه المبادرة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فكم للملك عبدالله من أدوار ومبادرات كانت لحقن دماء الفلسطينيين وائتلافهم.. وكذلك الشعب اللبناني.. ولعلنا نذكر كلمته -رعاه الله- في مؤتمر الحوار العالمي في مدريد ودعوته لإنهاء الصراعات والاحتلال والقضاء على العنف والإرهاب ودعوته للسلام.. وكذلك مبادرته لحوار الأديان، ومبادرة الطاقة من أجل الفقراء، وقبلها مبادرة السلام التي تبنّتها وأقرّتها القمة العربية في بيروت.دوحة الشعر:إن الحكيم إذا ما فتنة نجمت هو الذي بحبال الصبر يمتسكُ!a_jadaa@hotmail.com
الرابط
فلسفة المبادرة السعوديةالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
690702النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17358المؤلف
عبدالاله جدعتاريخ النشر
20101101الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الرياض - السعودية
بغداد - العراق