الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الآثار والسياحة ...ومتحف عالمي بمكة المكرمة ؟
التاريخ
2012-03-28التاريخ الهجرى
14330505المؤلف
الخلاصة
الآثار والسياحة ...ومتحف عالمي بمكة المكرمة ؟ المتتبع لأحوال ( الآثار والسياحة ) في بلادنا في السنوات الأخيرة يجدها في نمو مضطرد فاق كل التصورات والتوقعات ، فقد تسنم دفتها الأمير المبدع سلطان بن سلمان الذي ساح الفضاء فتفتقت عبقريته عن رؤى وأحلام أصبحت حقيقة على أرض الواقع . وذلك لإيمانه بالرسالة الثقافية والحضارية التي تؤديها ( الآثار والسياحة ) ، فهي لم تعد وسيلة للترفيه والمتعة فقط .. بل آفاق واسعة للتعلم والاستنارة والاستفادة والاستزادة من معطيات علمية وثقافية واجتماعية وفنية تعمل على التواصل الإنساني الحضاري بين الشعوب . ومن البرامج والأنشطة التي تقوم بها ( الهيئة العامة للآثار والسياحة ) وبتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبمتابعة واشراف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان المتاحف المتنقلة التي جابت وتجوب أوربا ، فمن متحف اللوفر في فرنسا ، ثم إلى متحف براغ في التشيك ، ومتحف برشلونة في اسبانيا ومتحف الارميتاج في روسيا .. كماأقيم معرض ( الحج .. رحلة إلى قلب العالم الإسلامي ) في عاصمة الضباب . وهذه في الواقع جهود جبارة تشكر عليها حكومتنا الرشيدة وكل من يقوم عليها ويرعاها وذلك لأهميتها في خدمة القضايا الإسلامية الملحة ، فهي وسيلة للتواصل الإنساني مع الحضارات الأخرى بوضع أرضية مشتركة للحوار مع الآخر ؛ فالمتاحف والمعارض والفنون من سينما ومسرح وغيرها تعمل على تجسير الفجوة بين الشعوب المتناقضة في عقائدها وفكرها وقيمها . بل هي وسيلة لتعريف الآخر بالدور الذي قام به إنسان هذه الأرض عبر العصور في نمو الحضارة الإنسانية ، فبعض المعروضات يعود تاريخها إلى مليون سنة قبل الميلاد وبعضها يعود للحميريين .. وهو مخزون ينبئ عن الموروث الثقافي لأرض الجزيرة العربية عبر حقب تاريخية متنوعة مما أدهش مئات الآلاف من الزوار في أوربا وأمريكا وخاصة كبار الشخصيات مثل رئيس وزراء فرنسا ساركوزي وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز .. وغيرهم ، حيث حققت هذه المتاحف أو المعارض نجاحات منقطعة النظير . بل لقد عملت الهيئة على خطة قيمة لاستعادة ( الآثار الوطنية المسلوبة ) من الأفراد والمنظمات ومكافأة كل من أعاد شيئا من الآثار التاريخية .. و جميع تلك الجهود تعتبر إنجازات تحسب للهيئة في تطويرها للآثار والسياحة. ولكن السؤال الذي يتردد في أذهان المثقفين وخاصة من أهالي مكة المكرمة هو : متى ينشأ أو يقام متحف أو معرض عالمي في مكة المكرمة على غرار تلك المتاحف الي أقيمت خارج الوطن ؟ .. فمكة المكرمة هي قبلة المسلمين وهي أول بيت وضع لناس ، ويفد إليها كل عام الملايين من الحجاج والمعتمرين وكبار الشخصيات من العالمين العربي والإسلامي . أليس حريا بنا أن يكون في مكة المكرمة متحف دائم يليق بعظمة المكان فيطلع عليه كل أولئك والذين قد يصعب أو يستحيل عليهم زيارته في الخارج ؟ .. أليس من حق طلاب العلم والدارسين للتاريخ والحضارات الإنسانية في العالمين العربي والإسلامي مشاهدة هذه الآثار ودراستها وكتابة التقارير عنها من خلال الزيارات العلمية المقننة بدلاً من حفظ ودراسة المعلومات فقط من الكتب ؟ .. ألا نحقق من جراء ذلك مورداً اقتصادياً هائلاً وإنعاشاً للسياحة الدينية في مكة المكرمة ؟ .. ألا نوفر من خلالها الآلاف من الوظائف لخريجي أقسام التاريخ والحضارة الإنسانية وطلاب كليات السياحة ؟ .. بل ألا نحقق من ذلك الكثير من أهدافنا الوطنية والإنسانية والحضارية بالتواصل الإنساني الراقي ونبذ الفرقة والطائفية والمذهبية من خلال الثقافة المشتركة لإنسان هذه الأرض ؟ . لا يخفى أهمية أن يكون في مكة المكرمة متحف عالمي يليق بعاصمة العالم الإسلامي ومكانتها التاريخية والدينية عبر العصور ، و تحقيق ذلك سيكون بصمة متميزة في تطوير السياحة والثقافة في مكة المكرمة لتكون شاهداً للتاريخ وللأجيال القادمة على عظمة هذه الدولة السعودية في اهتمامها بالمقدسات الإسلامية والآثار التاريخية . فاتن إبراهيم حسين - مكة المكرمة
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
691764النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
17871الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالتعاون الثقافي
الحوار
المتاحف
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
منطقة نجران (السعودية) - الادارة العامة
المؤلف
فاتن ابراهيم محمد حسينتاريخ النشر
20120328الدول - الاماكن
اسبانياالتشيك
السعودية
روسيا
فرنسا
باريس - فرنسا
مدريد - اسبانيا
مكة المكرمة - السعودية
موسكو - روسيا