الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
سيول جدة .. الدروس المستفادة
التاريخ
2011-02-08التاريخ الهجرى
14320305المؤلف
الخلاصة
سيول جدة .. الدروس المستفادةكلمة الاقتصادية جدة ليست كأي مدينة في الشرق الأوسط, فهي بوابة بحرية وجوية إلى قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وفي هذا تشريف لها وتكليف أيضا كي تقوم بواجبها في خدمة ضيوف الرحمن, بل إن من يرجع إلى تاريخ جدة يجد أنه مرتبط بظهور الإسلام، وحاجة مكة المكرمة إلى ميناء بحري يوصل إليها في أقرب نقطة بين اليابسة والماء. واليوم تعاني جدة ليس ماء البحر الذي أكسبها ميزة, بل ماء السماء الذي لم يجد له منفذا ليصل إلى منتهاه الطبيعي, وهذا نتاج تقصير وأخطاء ـــ كما أوضح ذلك النائب الثاني, حيث وقف بنفسه على حجم الكارثة في ظل توجيهات من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة من ولي العهد اللذين آلمهما مصاب جدة وأهلها. إن الإيمان بالقضاء والقدر لا يصح أن يكون تسترا على الفساد وإغلاقا لملف بهذا الحجم من النتائج التي بلغت التلف الكامل لما يقارب 15 ألف مركبة وعشرة آلاف وحدة سكنية, فضلا عن التعطل الكامل للمصالح التجارية والمالية, أما الأهم فهو الخوف من الماء، حيث تكونت ''فوبيا'' لا يمكن إنكارها لدى كثير من سكان جدة, وهي لا تقتصر على الأحياء التي تتعرض للسيول, بل وصلت إلى جميع الأحياء حتى البعيدة عن مجاري السيول, فالطرقات جميعها والشوارع الفرعية أصبحت مجاري لمياه الأمطار, وعلينا أن نتوقع تزايد معدل هطول الأمطار بسبب المتغيرات الجوية, التي قد نعذر فيها مرة واحدة ليس أكثر، أما الأنفاق التي تم صرف ملايين الريالات لإنشائها وبعضها تحت الإنشاء حاليا، فإنها تحولت إلى سدود تتجمع فيها كل قطرة مطر, وهذا من لطف الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ فقد أصبحت مصيدة للماء تمنع من جريانه في الطرقات وجرفه المنازل والمتاجر والسيارات والمشاة وازدياد الأضرار. إن رؤية الدولة واضحة, فالإنسان أغلى ما لدينا, بل هو عماد الدولة وغايتها في أمنه ورفاهيته ومستوى معيشته, لكن يبدو أن بعض القائمين على المشاريع غير واعين طبيعة الأعمال الموكلة إليهم، ومدى خطورة وجود أخطاء في التخطيط أو التنفيذ أو المتابعة والتشغيل, فمنذ العام الماضي لا تزال المعالجة القانونية لمسؤوليات المقصرين قائمة، وهي في طريقها إلى المحاكم ليتحمل كل مسؤوليته، وفي هذا العام أيضا سيكون هناك مقصرون لا بد أن ينالهم الحساب, وللأسباب ذاتها التي حصلت في العام الماضي. وإن أكثر ما يؤلم كل إنسان لديه الحد الأدنى من الأخلاق وجود تبرعات بمواد غذائية منتهية الصلاحية، وكأن الفساد قدر لمدينة جدة يلاحقها في رخائها وحتى في شدتها, فكيف يبحث عن الأجر متبرع بمواد غذائية غير صالحة للاستخدام البشري لانتهاء صلاحيتها؟! إلا أن هناك من يقول إن البائع هو الفاسد وليس المتبرع, وإنه في كل الظروف لا يصح وجود مثل هذه السلوكيات غير الإنسانية، سواء كانت من متبرع أو تاجر يريد تسويق بضاعته على حساب منكوبي السيول الذين نجوا من السيول وهلعها ليوشكوا أن يكونوا ضحية لطعام فاسد يقدمه لهم تاجر فاسد؛ إلا أن الأمة لا تخلو ممن نذروا أنفسهم في التطوع والقيام بجهد خيري دون مقابل، ليمنعوا وصول تلك التبرعات الفاسدة بفساد بائعيها ليكونوا سدا منيعا أمام ضعفاء الذمم. إن مصدر الخطر في جدة هو شرقها حيث الأودية, وإن الطريق الدائري المسمى طريق الحرمين لا بد أن يعاد إنشاؤه بالكامل وبما يسمح بعبور السيول من تحته بأمان, كما أن وجود قنوات رئيسة نافذة إلى البحر بأمان كفيل بتخفيف آثار هطول الأمطار بمعدلات عالية تمنع تحول المطر إلى أكبر خطر يهدد جدة وسكانها.
الرابط
سيول جدة .. الدروس المستفادةالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
692226النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
6329الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود