الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نهاية الكهنوت وفقيه القرية
التاريخ
2010-08-14التاريخ الهجرى
14310904المؤلف
الخلاصة
قضينا السنوات الماضية في جدل خاو بين الثقافة الحديثة ومنطق فقيه القرية. كان حوارا بين عالمين مختلفين. لا قاعدة مشتركة ولا أهداف مشتركة ولا لغة مشتركة. بقرار خادم الحرمين المنظم للفتوى تنتقل الأمة من مرحلة ثقافية إلى أخرى جديدة. ستترك الناس عصر فقيه القرية إلى مرحلة الرأي العام. صاحب الرأي ليس سلطة ولا يملك قوة تتعدى قوة خصومه. قوته الوحيدة قدرة أفكاره على الإقناع. سيزيل هذا القرار ظاهرة القيادات الدينية التي تفشت في العالم الإسلامي. ستختفي ظاهرة الشيخ فلان والشيخ علان والشيخ ابن فلان والشيخ ابن فلان الآخر. التمجيد الشخصي لأفراد معينين بوصفهم رجال دين. الرأي الديني أو الفتوى ستكون بعد هذا القرار عملا مؤسساتيا. ستكون موضع دراسة مجموعة من الفقهاء المؤهلين, سيتعدى هذا القرار في تأثيره مرحلة الحد من فوضى الفتوى إلى عصرنة العلاقة بين عالم الدين وبين الرأي العام. أشبه هيئة كبار العلماء بعد هذا القرار بمجلس الشورى في طريقة أدائه. تحال إليها القضية. تدرس بشكل جماعي ويصدر بها الفتوى المناسبة وترفع لولي الأمر لإقرارها. حضور هذه الهيئة في جماعيتها وفي انصياعها التام لسلطة ولي الأمر. لا قيمة لأفرادها كأفراد. علمنا التاريخ كثيرا عن الرجال. مهما بلغ إخلاص الرجل وقدراته العلمية سيبقى أسير مصالحه وتوجهاته وفهمه الخاص للعالم. لاحظنا هذا. عالم كبير في الدين ولكنه لا يفقه في السياسية الدولية أو منطق العلم الحديث. يرى العالم من خلال كتبه القديمة التي تمتلئ بها مكتبته. كتب ألفت قبل أكثر من ألف سنة. فقيه كهذا يسبب كارثة إذا تركناه يقود الناس. أخذنا الدرس من فقهاء الإرهاب. بنى هؤلاء أسماء في الأوساط العامة. عندما حانت الساعة أصبحوا منظرين للعنف وسفك الدماء. بعد هذا القرار سيتحول كل من يطلق عليه طالب علم إلى مثقف. يعبر عن رأيه (إذا أراد) دون التلويح بسلطة إلهية يملكها. ستختفي الديباجات الدينية من كلامه. لن يتكأ على الدين لتمرير رأيه. أي إنسان يعلق على حادثة أو يرد على كاتب أو يحاجج في مسألة محل جدل عليه أن يعرف أن رأيه هذا لا يحمل قدسية ولا قيمة شرعية له ولن يسمح له بالاستشهادات الموحية. سيكون خريج المدارس الدينية موازياً لخريج المدارس الحديثة. يمارس عمله في مكان عمله. هذا ما أشار إليه القرار الملكي بوضوح. حدد الدور الفقهي لهؤلاء بالفتاوى الشخصية (طلاق زواج). يمارس عمله كالطبيب. قيمته في عيادته. ليس لأحد سلطة خارج صلاحيات وظيفته. سيكون هناك تمييز بين رأي عضو هيئة كبار العلماء الفردية ورأيه في إطار الهيئة. هذا القرار يحصر الفتوى في هيئة كبار العلماء كمجموعة فقط. سينطبق على أفراد هيئة كبار العلماء ما ينطبق على طالب العلم من خارج هذه الهيئة. لن يؤدي هذا القرار إلى سلطة كهنوتية ولله الحمد. كل أعضاء هيئة كبار العلماء معينون من الملك نفسه وعلى وظائف مدنية وفتاواهم تعود إليه. هذا القرار ضربة سديدة للتفكير الكهنوتي وفقيه القرية. بارك الله في ملك الإصلاح والتقدم.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
696062النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15391الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الشورى
الفتاوى الشرعية
المؤلف
عبدالله بن بخيتتاريخ النشر
20100814الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية