الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المساجد .. هل هذا طموحنا؟
التاريخ
2011-08-20التاريخ الهجرى
14320920المؤلف
الخلاصة
المساجد .. هل هذا طموحنا؟عبد الوهاب الفايز ? نطرح هذا الموضوع في هذا الشهر الفضيل تحريا للقبول والاستجابة.. وثقة بحسن مقاصد ونيات من يهمهم أمر بيوت الله .. وقد شاهدنا كيف يضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله جهود الدولة وإمكاناتها متاحة لخدمة بيوت الله بدءا من المسجد الحرام والمسجد النبوي.. فإطلاق توسعة الحرم الشريف بهذا الحجم وبهذا التعقيد في تقديم الخدمات يدعونا لاقتراح قيام مؤسسة وطنية لعمارة وصيانة وتشغيل المساجد (عمار)، حتى تكون استجابة عملية متقدمة للعناية بالمساجد. إنني على ثقة أن المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، سوف يأخذون هذا الموضوع بمحمل الجد، فالشيخ صالح وزملاؤه في الوزارة يهمهم وضع بيوت الله وهذا المقترح استثمار لهذا التوجه، وهو عموما اجتهاد نرجو له القبول، وإن هم أعرضوا عنه لأمر يرونه، فحسبنا إذن أجر الاجتهاد والسعي في الإصلاح. فبعد أن قارب عدد بيوت الله في أنحاء المملكة المختلفة حدود (80) ألف مسجد، وحسبما يقول المسؤولون في الوزارة وحسبما نراه على أرض الواقع، الكثير من هذه المساجد تحتاج إلى الصيانة وتحتاج إلى جهود النظافة المستمرة وتحتاج إلى التعديل في تصاميمها لكي تستجيب لضرورات ترشيد الكهرباء والمياه. يجب أن نعترف بأن تجربتنا مع عمارة وصيانة وتشغيل المساجد في العقود الماضية لم تطور أوضاع المساجد بالشكل الذي يرقى لأهميتها في حياتنا، فهناك مشاكل في التصاميم وطرق التشغيل، فهذه لم تستجب للتطورات في المجتمع السعودي بحيث تجعل المسجد مركزا مهما لتفاعلات السكان في الحي، بالذات استقطاب الشباب عبر الأنشطة والبرامج التي تبقيهم في الحي، فالجوامع التي بناها المحسنون بمبالغ كبيرة ظلت كتلا أسمنتية ضخمة تستثمر ثلاث ساعات في اليوم! ما نتطلع إليه هو قيام مؤسسة وطنية مستقلة تحت إشراف الوزارة تقوم لأهداف خيرية وإنسانية وتدار على أسس تجارية، نواة رأسمالها الـ (500) مليون ريال التي اعتمدت لصيانة وترميم المساجد أخيرا وتضاف إليها اعتمادات صيانة المساجد في الميزانية وتفتح لاستقبال التبرعات والهبات والأوقاف، وتقوم تحت هذه المؤسسة شركة للتشغيل والصيانة متخصصة في المساجد تضع ميزانيات تشغيل وصيانة كل مسجد وتطور آليات تنمية الموارد، تتيح لسكان الأحياء المساهمة المنظمة المدققة والشفافة في صيانة المسجد عبر المبالغ الشهرية، إضافة إلى تنظيم جهود التطوع لخدمة المساجد. هذه المؤسسة أيضا تقوم بإعداد تصاميم متطورة للمساجد تكون صديقة للبيئة وتخدم جميع فئات المصلين وتعمل على معالجة الخلل في المظاهر السلبية السيئة عند المساجد مثل وضع الأحذية عند المداخل، وتراعي في التصاميم احتياجات الحي السكني للخدمات اليومية التجارية التي يحتاج إليها السكان وهذه تستثمر عوائدها في صيانة المساجد ونظافتها، كذلك يكون فيها مكتب للبريد وغيره مثل مكاتب الإرشاد الأسري والاجتماعي والنفسي. أيضا تعمل هذه المؤسسة على معالجة أوضاع المساجد الحالية، بالذات معالجة استهلاك الطاقة والمياه، فنحن نواجه أوضاعا حرجة في هذين القطاعين والمساجد مستهلك كبير وما نراه الآن هو إهدار لثروة وطنية مكلفة لم تجد الاهتمام الذي تستحقه من الدولة، وكأننا نتعامل مع مشكلة عارضة، والسبب عدم وجود الجهاز الوطني المتخصص المتفرغ لتحقيق أهداف وطنية محددة، فالأولويات ضائعة في اعتبارات الأجهزة الحكومية! كما أن بعض المساجد القائمة الآن في وضع مزر، فالمحسنون الذين أقاموها لم يفكروا في تشغيلها وصيانتها بحيث ينموا الموارد لذلك، فالآن تتلقى الحد الأدنى من الاهتمام بالنظافة والصيانة، والذين يرغبون المساهمة في رعاية المساجد لا يجدون العمل المنظم الذي يستقبل مساهماتهم، وهكذا تحول أغلب المساجد إلى أماكن عامة غير مستثمرة لخدمة السكان وخدمة عابر السبيل .. بل إن بعضها أصبح يعطي انطباعا سيئا عنا وعن ديننا فأين النظافة، وأين الانضباط بالذات في وضع الأحذية؟! المسجد يفترض أن يكون المكان الذي يعكس هيبة وعظمة الإسلام كدين عقيدة وسلوك والتزام. أخيرا .. هذه المؤسسة الوطنية هي خطوة عملية لرفع كفاءة التعامل الوطني مع المساجد، فلدينا الإمكانات، ولدينا الرغبة الصادقة لخدمة بيوت الله ولدينا المشاكل الكبيرة في وضع المساجد (بالذات الطاقة والماء)، نحتاج إلى المؤسسة التي تحول المسجد إلى نموذج يتعلم منه الناس كل مظاهر السلوك الإيجابي الحضاري.
الرابط
المساجد .. هل هذا طموحنا؟المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
698967النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
6522الموضوعات
السعودية. وزارة الشؤون الاسلاميةالمسجد الحرام
المسجد النبوي
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
المؤلف
عبدالوهاب الفايزتاريخ النشر
20110820الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية
مكة المكرمة - السعودية