الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك عبدالله.. داعية السلام.. والعدالة
الخلاصة
المشهد الكبير في الأمم المتحدة أعطانا الرغبة في إعادة هيكلة العلاقات الإنسانية ودور الأديان وأتباعها فيها، وخادم الحرمين الشريفين حين تكلم من على منصة الهيئة الدولية لم يرد أن يستعرض ببلاغة التطويل وحشد الكلمات عن الأهداف التي رغب أن تكون معماراً جديداً في الحوار بين هذه العناصر، وطرح مفهوم العدالة وقيم المجتمعات وموروثها الإنساني، وهذا التصور، وجد الصدى الإيجابي، لأنه لا يتعلق بمفاهيم اللعبة السياسية، أو خدعها طالما الأمر ينصب على أخلاقيات الشعوب التي اكتسبتها من مضامين مقدساتها وأديانها.. الخيار في هذه الظروف مهم للغاية، لأن ما جرى من دماء في عصور الصراعات الدينية والقومية وتسببهما في المجاعات والتشرد، لا يمكن قبول إدراجها في سلوكيات الشعوب المتحضرة والتي قفزت بمعارفها واقتصادياتها، وتقنياتها، إلى مدارات لم تكن تعرفها في قرونها السابقة، وحين يؤكد خادم الحرمين الشريفين على العدالة والإخاء والدروس التي خلفها لنا التاريخ من معان عظيمة قادتها الإصلاحات البشرية بقيادة أتباع الديانات، لابد أن تزيل العوائق والجفوة، وترسم خطاً جديداً للتعايش، طالما الفوارق بين البشر ضيقة جداً، ونستلهم من فضائلنا وقيمنا معنى الحوار بدلاً من الخصومات والعودة إلى الماضي، البعيد بدمائه وحروبه، بدلاً من الحاضر المشرق.. الملك عبدالله بدأ الخطوة الأولى، وجاءت الاستجابة كبيرة، وهي ما أراد لتنتقل من حيز الدول المحدودة، إلى مشروع عالمي، وهو بذلك يتخطى مفاهيم العزلة والتباعد، ويريد أن يبني مفهوماً حضارياً في البناء الإنساني، ومع افتراض أن المهمة صعبة ومعقدة، إلا أن البدايات مشجعة، والدليل أن الحضور لم ينحصر بأتباع الديانات وحدهم، بل شمل زعامات دول مرموقة وأعطى لهذه المهمة زخمها الكبير، والذي أراده الملك عبدالله أن يصب في المصلحة البشرية وفق تفاهم وتلاقٍ يحددان المستقبل البعيد لسكان هذا الكوكب.. هناك الكثير الذي يحتاجه العمل في سد الفجوات والتغلب على المصاعب، لكن نضج الشعوب وقياداتها، وحسن النوايا، ستقودنا إلى الفعل الإيجابي، والمملكة بدورها حينما اختارت المناسبة والتوقيت، فإنها تشعر أن خطورة الانزلاق إلى حروب الأديان سوف تخلق الدمار الشامل، لأن التلاعب بمشاعر الشعوب وإهانة مقدساتها، والفصل بين من هو صاحب الحق ضد الباطل ستجعل البشر يعودون لنقطة البداية البدائية، وهذا ما جعل خادم الحرمين الشريفين يرسم خط البداية لتعايش لا يقبل التطرف لدين أو مذهب أو جماعة، طالما العدالة هي الرابط الأساسي بين قيم الشعوب والأمم..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
702972النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14752الهيئات
الامم المتحدةتاريخ النشر
20081113الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة