حكمة خادم الحرمين الشريفين
الخلاصة
دعوة خادم الحرمين الشريفين الإخوة الفلسطينيين للتحاور في بيت الله الحرام تمثل عمق الحكمة لديه - حفظه الله - وتأكيده على أن يتم الحوار دون تدخل خارجي تأكيد آخر على حكمته - حفظه الله -. تلك هي لغة العقل التي نريد أن تتم بها إدارة أي أزمة عربية.. إذ في ذلك حقن عملي للدماء العربية وعودة لطريق الصواب. ليس من بأس في اختلاف الإخوة مع بعضهم بعضاً، ولكن الخطأ أن يتحول الخلاف إلى اختلاف ودماء بريئة تسيل في بطون المدن. قراءة تلك الدعوة تؤكد للجميع أن خادم الحرمين يضع القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته العربية والإسلامية، أيضاً هو تأكيد للجميع على ضرورة أعمال العقل في علاج أي اختلاف بين الأطراف الفلسطينية، لأن الحل لا يأتي بسفك دماء الإخوة بسلاح بعضهم البعض.. لأن ذلك يخدم العدو في الدرجة الأولى.. ويقضي على بادرة سلام تريح الإنسان الفلسطيني من هذا العناء الطويل. اجتماع الإخوة الفلسطينيين في مكة يعيد للجميع موقف المملكة العربية السعودية من القضايا العربية حين تم عقد قمة الطائف لحل النزاع اللبناني إبان حياة المغفور له خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز. إذن دعوة الملك عبدالله للفلسطينيين للتحاور ببيت الله الحرام تأكيد على سياسة المملكة العربية السعودية منذ أيام الملك عبدالعزيز وثباتها على الاحتكام للعقل بدلاً من الانفعال والتناحر بين الإخوة. من يعود بذاكرته لأي خلاف عربي يجد المملكة دائماً وسيط خير ولم تكن أبداً طرفاً في أي نزاع عربي - عربي وإن أصابها من الإخوة ضرر. خادم الحرمين الشريفين أكد بذلك أهمية لغة العقل في أي خصومة خاصة إن كانت بين الإخوة لأن المستفيد هو العدو والخاسر أطراف الحق. أتمنى كأي عربية ومسلمة أن تكون تلك بداية لتلاحم فلسطيني بين كافة الأطراف، وأن يعمل الجميع على خدمة القضية وليس خدمة منظماتهم، بافتراض أن كل منظمة وإن اختلف منهجها فإنها مطالبة بدعم عملية السلام لصالح الإنسان الفلسطيني وليس لصالح جهة دون أخرى. مؤلم مشهد الشارع الفلسطيني وأنت ترى الفلسطينيين يقعون ضحايا وأمواتاً وجرحى بسلاحهم الفلسطيني الذي كان يجب أن يتم تحويله للعدو وليس للأهل. تلك الأم الفلسطينية التي تتنازعها أمومة تنحر اعماقها وهي ترى ابنها في فتح يقاتل أخوه من حماس ماذا يمكن أن يقول لها أي سياسي ومن يقنعها أنه على صواب؟.. لا أحد. جميل أن تعود لغة العقل بين الإخوة الفلسطينيين وجميل استجابتهم السريعة لدعوة خادم الحرمين الشريفين بتحاورهم في البيت الحرام لصالح القضية الفلسطينية ولصالح الإنسان الفلسطيني وهو الطرف الأساسي في حل القضية. لم نعد نحتمل سفك الدماء العربية أكثر مما هي مهدرة.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
704487النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14103الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20070203الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين