الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الوطن ليس يوما واحدا
التاريخ
4-10-2007التاريخ الهجرى
14280922المؤلف
الخلاصة
الوطن ليس يوماً واحداً د. خالد الشريدة لكل دولة أيام تعتزّ وتحتفل بها فأيام الاستقلال الوطني تتخذها الدول ذكرى وفرصة واحتفالاً للانعتاق من نير الاستعمار وجوده. وقد اخَّرت قصداً الحديث عن (اليوم الوطني) لهدف التأكيد على أن الاحتفاء بالوطن لا يقتصر على يوم.. بل كل أيامنا للوطن وإن كان يوم الوحدة والتأسيس له عمقه وبعده التاريخي والسياسي والاجتماعي في عقلية الشعب السعودي. وهنا أبعث برسائل ثلاث إلى كل مواطن.. بل ومقيم في أرض الحرمين الشريفين ألخصها في الآتي: الرسالة الأولى: أود الإشارة إلى ملمح وسبق تاريخي للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك أن حكمة الفاروق رضي الله عنه جعلته يؤرّخ للمسلمين (بيوم الهجرة) الذي انطلقت منه دولة الإسلام. وكم كان لهذا التاريخ من معنى لكل مدرك!! والوطن قيادة وشعباً احتفى (بيوم الوحدة) الذي سطر ملحمته بتوفيق الله مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. وفي تقديري أن هذا الاحتفاء يجب ألا يتوقف عند فعالية أو مقالة أو مطبوعة أو أهازيج، وإنما أن يستشعر هذا اليوم بأنه يوم تاريخي عظيم ومحبوب توحدت فيه البلاد وانعتقت من مشكلات في الفرقة والمعتقد، ومن هنا نحن نستمد هذا الحب من الاعتزاز بالهوية الإسلامية التي نحملها.. وان أكرمنا الله سبحانه بأن نكون من مواطني مهبط الوحي والرسالة وقبلة المسلمين. وعليه أيضاً أن نربي أبناءنا وطلابنا على عظيم الجهد والجهاد الذي قام به المؤسس -رحمه الله- ورجالات هذه الوحدة المخلصين من الانتصار للمظلوم وبذل كل غالٍ ونفيسٍ من أجل وحدة الدين والوطن. الرسالة الثانية: وأود فيها الحديث عن القيادة الآن لهذا الوطن المعطاء.. وإن كنت أعترف ابتداءً بأنه من الصعوبة بمكان أن نجري مسحاً على كل المنجزات والمعطيات الحضارية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -أيده الله- سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.. ولكني أؤكد أن من حق الحاكم أن نتذاكر جهده في تحقيق السلم والأمن والرخاء المعيشي لنا كما أن دوره ينعكس بالتأكيد على تقدير الوطن والمواطنين. ولعلي هنا أجمل ما تمتاز به شخصية الملك عبدالله - حفظه الله- بأمرين أعتقد بأن قلائل من الحكام امتازوا بها: الأولى: أنه -أيده الله- حقق معادلة صعبة وهي جمعه أيده الله بين الحكم والحب معاً. والحكم دائماً ما يرتبط بالسلطة والصرامة والهالة.. لكن عبدالله القائد جمع بين الحكم الحكيم.. والحب من الشعب. الثانية: ان الملك عبدالله خرج وأخرج السياسة من لغة التلاوم.. إلى لغة الفعل. فكم من إصلاحاتٍ تمت في حكمه وكم من مصالحات دولية قامت تحت حكمة قيادته، هذا فضلاً عن منجزاته في الاقتصاد والتعليم ومعالجة الفقر والتأسيس الاجتماعي للغة الحوار الوطني. الرسالة الثالثة: وأمام هذا الكيان العظيم وهذا الإرث المشترك الذي يجمعنا ونعتز به، كيف يمكننا أن ننهض بواجبات مواطنتنا تجاه وطننا.. بل وكيف نضمن استمرار هذه العملية. أشير ابتداءً إلى ما يؤكد عليه علماء الاجتماع أن النهوض بواجبات المواطنة يتم من خلال ضمان حياة مشتركة، وهنا يحذّر علماء الاجتماع من تآكل المعتقدات المشتركة والأهداف العامة والقيم الأصيلة.. وإلى هذا يشير عالم الاجتماع الأمريكي (جون هاورد) إلى أن عدداً من المفردات النبيلة وما تشتمل عليه من مفاهيم قد اختفت من فوق التراب الأمريكي مثل كلمات التواضع والاحترام والأمانة والاستقامة والفضيلة والنخوة وعكسها مثل العار والعيب من الاستخدام الحالي. إذ لا تدخل هذه في المناقشات أو صنع القرارات هذا ما دعا إبراهيم لنكون إلى القول هل أصبح الأمريكيون منهمكين في شؤونهم الخاصة ولا يحركهم سوى المزيد من الحقوق والمكتسبات أكثر مما تحركهم الدعوة للواجب الوطني. إننا اليوم وأمام التحديات المتعددة أحوج ما نكون إلى بث الروح المشتركة وخلق مواطنة جادة من خلال الحفاظ على قيمنا الأصيلة والتأكيد عليها في إعلامنا وتربيتنا وتعليمنا وإعمال أو إدماج الفرد في المشاركات الاجتماعية. لأن ذلك وغيره سوف يساعد على تضامن الناس وتكاتفهم وعدم البرود الاجتماعي تجاه ما يستحق وطنهم. وبما أننا نحمل مسؤولية التعليم فإنني أؤكد على أهمية التداخل بين البعد الاجتماعي - الوطني والبعد التعليمي. فالهدف النهائي للعملية التربوية والتعليمية ليس مجرد إعداد الطالب للمنافسة في عالم الثقافة أو حتى الوظيفة بل يجب أن يهتم وأن يمتد التعليم ليشمل الإسهامات المختلفة من تغيير الحياة إلى الأفضل وغرس أدوات التفكير وطرق كل ما من شأنه توحيد المجتمع وتماسكه وتجانسه. أخيراً: من باب تعزيز المواطنة والنهوض بها لابد من مراجعة بعض المصطلحات والمفاهيم التي تؤسس للفرقة وتخليص تراثنا منها كاحتقار جماعة لأخرى أو استصغار بلد لبلد أو تفضيل جهة على أخرى فكلنا أب
الرابط
الوطن ليس يوما واحداالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
705349النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12789الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابراهيم لنكون
جون هاورد
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الحوار الوطنياليوم الوطني
المؤلف
خالد الشريدةتاريخ النشر
20071004الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة