الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المغردون خارج سرب اتفاق مكة المبارك
التاريخ
2007-02-14التاريخ الهجرى
14280126المؤلف
الخلاصة
وضع اتفاق مكة المكرمة المبارك بين الأشقاء الفلسطينيين، برعاية مباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعض رعاة عملية السلام في الشرق الأوسط أمام الرأي العام مباشرة، أو لنقل حشرهم في الزاوية الضيقة. فهذا الاتفاق قدم نموذجا يحتذى به في الدبلوماسية السلمية والواقعية والهادئة في إدارة الصراع مع الدولة العبرية، كون هذا النهج هو الذي يمتحن من أطروحات السلام المزعومة لأي طرف يتشدق بها ليل نهار. فلأول مرة، بعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تبنتها القمة العربية في بيروت في عام 2002 لتصبح المبادرة العربية للسلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة، تجد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض العواصم الأوروبية نفسها في موقف لا تحسد عليه أمام الرأي العام العربي والإسلامي والغربي وفي صورة المعطل للتوصل إلى أي اتفاق سلام مع العرب. ففي المرة الأولى تقدم العرب خطوات من إسرائيل من أجل السلام العادل في المنطقة على مبدأ الأرض مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات. وكان الرد الفعلي، لا الكلامي، سلبيا على المبادرة وكانت النتيجة أن ضل رعاة السلام طريق خريطة الطريق للسلام ليدخلوا في متاهات إضافة الوقت تبدأ ولا تنتهي. وليستمر، تبعا لذلك، الاحتقان والتوتر في المنطقة لتصيب سهامه أخيرا الأشقاء الفلسطينيين. والآن، في المرة الثانية، يأتي الاتفاق المبارك بين القيادات الفلسطينية لحركتي فتح وحماس، الذي جاء تلبية لنداء الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل حقن دماء الفلسطينيين وبالتالي تفرغهم لمواجهة خصمهم الحقيقي، ليضع مصداقية بعض الأطراف على المحك. فهذا الاتفاق حظي بمباركة وتأييد وتعاطف البعيد والقريب من جل المجتمع الدولي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. ووجد الاتفاق بين الفلسطينيين دعما منقطع النظير من الدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومن أمين عام الأمم المتحدة ومن رؤساء المنظمات العربية والإسلامية والدولية كافة. ولكن من تخلف عن ركب المؤيدين والداعمين ولماذا؟ الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية هي التي يبدو أنها تخلفت عن هذا الجمع. فقد أشادت بعض هذه الأطراف بالجهود التي بذلت للتوصل إلى الاتفاق ولكنها أعلنت عن تعاملها مع الاتفاق بحذر لأن هذا الأخير، بحسب زعمها، لا يلبي الشروط الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية للوساطة في عملية السلام لإنهاء العقوبات الاقتصادية القاتلة التي تفرضها على حكومة حماس بعد توليها السلطة في آذار (مارس) الماضي. هذه المبررات لا يبدو أنها تستقيم مع ما اتفق عليه القادة الفلسطينيون في مكة المكرمة من الالتزام بهذا الاتفاق نصا وروحا وما تضمنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتطوير وإصلاح لمنظمة التحرير الفلسطينية، واحترام لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. هذا الحذر غير المبرر والمبالغ فيه يدفع الرأي العام الدولي والعربي والإسلامي تحديدا إلى التشكيك في صدقية وإخلاص بعض العواصم في حرصها على السلام المنشود في المنطقة، وإلا فماذا تنتظر هذه الدول من أجل رفع الحصار الاقتصادي والمالي عن الشعب الفلسطيني؟
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
708152النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
4874الهيئات
الامم المتحدةاللجنة الرباعية الدولية
حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية - حماس - فلسطين
حركة فتح - فلسطين
مجلس الامن الدولي
منظمة التحرير الفلسطينية - فلسطين
المؤلف
عبدالعزيز بن محمد الهنديتاريخ النشر
20070214الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الشرق الاوسط
العالم الاسلامي
العالم العربي
الولايات المتحدة
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
واشنطن - الولايات المتحدة