الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مستشفيات الـ 50 سريرا .. هل هي خيار استراتيجي صحيح؟
التاريخ
2012-03-04التاريخ الهجرى
14330411الخلاصة
مستشفيات الـ 50 سريرا .. هل هي خيار استراتيجي صحيح؟عبد الوهاب بن عبد الله الخميس شاهدت ما عرضته قناة المجد عبر برنامجها ''ساعة حوار'' مع الكاتب محمد الأحيدب، كما اطلعت على اللقاء الإعلامي عبر ندوة الرياض لوزير الصحة بخصوص النظرة للتأمين الصحي والخدمات الصحية بشكلها العام. وقد طلب مني عديد من الزملاء الكتاب والإعلاميين والمتخصصين في الشأن الصحي أن أبدي رأيي حول ما تم طرحه خلال الأيام القليلة الماضية بشكل علمي وكمتخصص في قضايا التأمين والسياسات الصحية. وقبل أن أطرح وجهة نظري حول هذا الموضوع كان من الأولى أن تكون هناك أرضية لمثل هذه الحوارات عبر منتدى يجمع الآراء المتباينة حول كيفية تطوير الخدمات الصحية وإن اشتركت في سعيها نحو تحقيق جزء من رفاهية المواطن عبر تقديم خدمات صحية مميزة. ولعل الحوار حول كيفية تطوير الخدمات الصحية من القضايا التي يكثر الجدل حولها، ليس لدينا فقط، بل في مختلف دول العالم، بل إن الحقيبة الصحية من أهم حقائب مرشحي الرئاسة في كثير من الدول المتقدمة وغير المتقدمة. ولعل تشجيع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الحوار في كل المجالات بما فيها المجال الصحي أن يسرع إيجاد حوارات حقيقية بين المختصين المهنيين. فللأسف أن أغلبية الحوارات، خصوصا في المجال الصحي، تكون لممثلين لقطاعات حكومية أو أهلية، وقد لا يكون هؤلاء الممثلون أصحاب مهنية علمية، ما أفقد تلك الحوارات قيمتها العلمية. بل - للأسف الشديد - أن بعض المعلومات التي قدمت في الحوار الوطني الصحي كانت مغلوطة، وذكرت جزءا من هذه الحقيقة في مقال بعنوان ''الحوار الوطني الصحي.. تصحيح لبعض الأخطاء المقدمة في جلسات الحوار''. فللأسف أن الحوار الوطني يحتاج إلى حوار لأنه للأسف انقلب المركز إلى وزارة من الوزارات التي تكسوها البيروقراطية الحكومية. ولعلي الآن أعود للموضوع الذي بدأت الحديث حوله عبر ذكر الحقائق العلمية الآتية: أولا: اقتصاديات الصحة تخبرنا بأن المستشفى إذا كان في حدود 300 سرير فإن التكلفة التشغيلية موازية للخدمة المقدمة للمرضى. كما أن المراجع العلمية في اقتصاديات الصحة تخبرنا بأنه إذا قل عدد الأسرّة عن 100 فإن تكلفة التشغيل أعلى بكثير من مردود الخدمة المتوقعة فما بالك بمستشفى لا تتجاوز أسرّته 50 سريرا؟ لذا فإن هذه الحقيقة تجعلنا نقول إن المستشفيات التي أقل من 50 سريرا تكلفتها التشغيلية أعلى بكثير من مردودها على مستوى الخدمة. كما أن المتخصصين والاستشاريين لا يرغبون في العمل في مستشفيات محدودة الأسرّة بسبب أنها مستشفيات لا تتناسب مع خبراتهم العلمية والعملية. فهذا النوع من المستشفيات تشغيلها مكلف ولا تساعد على تطوير مستوى الجودة، كما أن تلك المستشفيات حسب استراتيجية وزارة الصحة الأخيرة عام 2010 فإنها مستشفيات تتميز بتدني مستوى التشغيل فيها حيث إن نسبة تشغيلها أقل من 30 في المائة. وكتبت مقالا في جريدة ''الاقتصادية'' قبل أكثر من سنتين في يوم 2/8/2009 بعنوان ''الصحة بين دعوى شح الموارد المالية وغياب آلية لاستثمارها'' ودعوت وقتها إلى وقف مستشفيات 50 سريرا بناء على هذه المعطيات السابق ذكرها، وأن على وزارة الصحة الاستثمار في المستشفيات ذات الـ 300 سرير لكونها الأكثر فائدة من الناحية التشغيلية. من جهه أخرى، فإن المرجعيات العلمية تخبرنا بأن المستشفيات إذا زادت على ألف سرير فإن تشغيل المستشفى يخشى عليه من سوء في التواصل بين العاملين فيه بسبب طول المسافة الإدارية بين متخذ القرار (إدارة المستشفى) ومنفذي القرار (العاملون من إداريين وأطباء وفنيين)، لذا فإنه لا ينصح بزيادة أعداد أسرة المستشفيات على ألف سرير. نقطة أخرى جديرة بالوقوف عندها وهي أن المشكلة لدينا ليست في أسماء مراكز تقديم الخدمة الصحية (مركز صحي، مستشفى عام، ومستشفى تخصصي) لكن المشكلة في نوعية الخدمة المتوقعة أو المقدمة من تلك المراكز. فللأسف أن بعض ما تسمى لدينا مستشفيات لا تستطيع أن تقدم ما تقدمه مراكز الرعاية الأولية في بعض الدول الأخرى. فالقضية ليس لماذا تم الحد من مستشفيات 50 سريرا لأنه إجراء صحيح - بناء على ما ذكرته آنفا - لكن ما المخرجات ونوعية الخدمات التي تقدمها تلك مستشفيات ذات الـ 50 سريرا؟ وهل أسهمت مستشفيات الـ 50 سريرا في تقليل تدفق المرضى للمستشفيات الكبرى (أكثر من 300 سرير)، التي لا تشكل أكثر من 14 في المائة من مجموع مستشفيات وزارة الصحة؟ وللحديث بقية.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
706978النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
6719الهيئات
وزارة الصحة - السعوديةتاريخ النشر
20120304الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية