الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
طلابنا في المغترب
التاريخ
2008-12-24التاريخ الهجرى
14291226المؤلف
الخلاصة
حانت لي الفرصة، أن أزور الولايات المتحدة الأمريكية، للتعرف عن كثب على أحوال ابني وابنتي اللذين يدرسان في جامعاتها. الأمر الذي أعطاني فرصة اللقاء ببعض أبنائنا الطلبة من كل المناطق والتعرف على أحوالهم والإطلاع على مقدار الأثر الذي تتركه الحياة في بلاد أخرى، على طرق التفكير وأساليب التعامل مع بعضهم ومع الآخرين. وأعتقد، من وجهة نظري، انه من المفيد الحديث عن الرؤية والانطباعات التي خرجت بها من هذه اللقاءات، علها تساهم في طرح الحلول ولو مستقبلا. ما وجدته، أن معظم شبابنا لم يغادر، ليس فقط مجتمعه، بل لم يغادر حارته أو قريته التي أتى منها. قد يكونون قد غادروا الجغرافيا، لكنهم بالتأكيد لم يغادروا أساليب وطرق التفكير. ما تغير بالنسبة إليهم، ربما مساحة الحرية، التي ولشديد الأسف تتركز في اللهو المبالغ فيه بل المجون الذي لا ينتمي لحضارة. والغريب في الأمر أن الموقف لا يتعدى التطرف. فإما تشدد وانغلاق، وإما الوقوع في حضن العبث. والجميع من هؤلاء يحمل نفس الأمراض الاجتماعية التي تناقشها صحافتنا. المناطقية ستجدها متجسدة بوضوح، وعلى شكل شلل. وينعكس ذلك حتى على الانتخابات للأندية الطلابية والاتحادات الطلابية بكل شوفينية وإقصاء. وإن بحثت عن علاقة الجميع بالثقافة والمكتبات والمتاحف التي لا حصر لها في الولايات المتحدة، فستجدهم جميعا غرباء للدرجة التي لا يعرف البعض منهم إن كانت هناك متاحف أو مكتبات عامة في المدن التي يعيشون بها أما علاقاتهم بالمرأة فذاك حديث ذو شجون، حيث يبقى المرض المتأصل في مجتمعنا، يعلن عن نفسه في كل حين. فبدل أن تعلمهم مقاعد الدراسة أن المرأة التي بجانبهم هي عقل وكفاءة وقدرة، تبقى بالنسبة إلى معظم أبنائنا، مجرد جسد أو بعض منه وتصبح هدفا للاقتناص. وما أن تبتسم إحداهن لواحد منهم حتى يتخيل أنها أصبحت محضيته للدرجة التي ممكن أن يثير عراكا مع احد زملائه لو ابتسم لها. وبهذا أصبح «السعودي» عند أغلب النساء بل والمجتمع الذي يعيش فيه، مجرد هاجس جسدي. أما العلاقة بالدراسة، التي هي المهمة الأولى التي يدفع ثمنها الوطن، فهي في آخر الاهتمامات. حتى مجرد حضور الحصص يصبح محلا للتلاعب والتساهل، ويتفاخر البعض بطرق الغش والتحايل على مدرسيهم الذين يتعاملون من منطلق قيم أخرى غير التي عليها أبناؤنا ويصبح المطلوب هنا مجرد الشهادة «الورقة « التي سيتم التفاخر يوما بالحصول عليها رغم خلوها من المضمون....
الرابط
طلابنا في المغتربالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
710096النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15460الهيئات
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي - السعوديةوزارة التعليم العالى - السعودية
المؤلف
عبدالله حسن العبدالباقيتاريخ النشر
20081224الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة