حادثة مدرسة جدة .. لماذا بعد.. وليس قبل ؟
التاريخ
2012-03-27التاريخ الهجرى
14330504المؤلف
الخلاصة
حادثة مدرسة جدة .. لماذا بعد.. وليس قبل؟ محمد السديري كثيرون هم أولئك الذين كتبوا أو تحدثوا عن حادثة حريق مدرسة براعم جدة، كثيرون أولئك الذين انتقدوا أو أشادوا، خفضوا أو رفعوا، إلا أن الكثيرين من هؤلاء وأولئك لم يكتبوا لمجرد الكتابة أو الانتقاد بدوافع أو مواقف شخصية لهذه الجهة أو تلك، بل حركتهم ضمائرهم الحية تجاه وطن طالما أحبوه وأخلصوا له، فهم ساعون ويسعون بكل ما أوتوا إلى المشاركة في توجيه مساره ولو بالقلم، وسد الخلل الطارئ ولو بالتنادي على الصفحات والجرائد، فالوطن عندهم أغلى وأسمى من الذاتية والمحدودية. .. ها هي الأقلام ترفع، والصحف تجف أو تكاد عن حادثة براعم جدة بينما يفعل الحزن بوالد ريم النهاري، وغدير كتوعة، وسوزان الخالدي فعله، ويبلغ الألم بأهلهن مبلغه، هؤلاء المعلمات اللاتي أبلينا في هذه الحادثة بلاء حسنا، وقدمنا أرواحهن فداء لبراعم الوطن، رحمهن الله فقد رحلن عن حياتنا وهن يهبن الحياة، وغادرنا دنيانا وهن يقدمن دروسا رائعة في الإيثار والعطاء، والتضحية والفداء، وفي جهة ربما لا يزيد راتب الواحدة منهن فيها على 3000 ريال، لكنهن براعم الوطن.. والعطاء للوطن عطاء مختلف، ولسان حالهن يقول: فلتهن الحياة، ولتزهق الروح، فداء لبراعم الوطن الغالي.. فأعذب الشكر وأعمقه نرفعه هنا للأب الحاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أمر بمنحهن وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومكافأة مالية قدرها مليون ريال لكل معلمة، نظير ما قدمنه من تضحيات، ولما عرف عنهن من تميز وتفان في أداء رسالتهن التربوية رحمهن الله رحمة واسعة. .. هاهي الحادثة تتوارى ومشهدها يغيب شيئا فشيئا عن اهتمامنا، ربما ذلك لأن الزمن يمضي وينسينا، أو أن تعاقب الحوادث والقضايا هنا وهناك تسيطر على وسائل إعلامنا فتشغلها وتشغلنا، ثم ننسى كما نسينا من قبل حادثة حريق المتوسطة31 بمكة المكرمة عام 1422هـ، التي راح ضحيتها 15 طالبة، فالمشهد سيظل يتكرر لا قدر الله، والدرس سيعاد -لا سمح الله هنا أو هناك- إذا لم نبحث بعمق عن جذور المشكلة وأسبابها الحقيقية، حتى تبادر الجهات المسؤولة والمعنية بالمباشرة الفورية لعمل اللازم في احتياط السلامة ومعايير التعلم لعشرات الآلاف من مدارسنا المنتشرة في ربوع الوطن الكبير.. ..إنه لا يكفي أن نتفقد ونصلح أدوات ووسائل السلامة من الحريق والاختناق في مدارسنا، ولا نتفقد وسائل السلامة....
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
716234النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16649الموضوعات
السعودية - التخطيط التربويالمجتمع السعودي
المدارس
امن المنشآت
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
المؤلف
محمد السديريتاريخ النشر
20120327الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية