الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قمة «الاتحاد» الخليجية
التاريخ
2012-05-14التاريخ الهجرى
14330623الخلاصة
قمة «الاتحاد» الخليجيةعلي القاسمي اعتدنا مع كل قمة خليجية أن نرتب وندون ما يحيط بنا من قضايا ونجمع المتوفر من الملفات والأوراق التي تتماس مع المصالح وتعترض خط سير الروابط لنملأ جدول الأعمال الذي يُضبَطُ بالثانية والدقيقة، القمم الخليجية كانت ولا تزال تسحبنا إلى محطات تفاؤل، وانتظار دائم لما تسفر عنه وما سيحتويه بيانها الختامي الصادر لنبدأ بعده مشاريع البناء ولعبة الحسابات لمستقبل غامض. يجتمع الخليجيون على طاولة ساخنة - في العاصمة الرياض - في اجتماع تشاوري لا يعقد عادة إلا في حالة الضرورة ونحن للحق نعيش مرحلة حاسمة وملتهبة، تتصارع حولها بعض الدول بنظرات تتباين بين الاستبداد وبين التطلعات التوسعية والتهديدات المبطنة، ما تحمله ملفات القمة هذه المرة من أوراق متباينة الوجع وصفحات حارقة يستوجب ناتجاً مغايراً عن كل ما سبق، مع أن الملف الأهم وذو الصداع الأعم بجل أوراقه المتناثرة هنا وهناك هو «ملف الضجيج الإيراني»، لأنه يتقاطع مع أركان الطاولة ركناً ركناً وله في كل ركن وَجَعْ، وما لا أتخيله أن تخرج القمة الخليجية التشاورية في لحظاتها الأخيرة من دون أن تتضمن في ورقة العمل النهائية قرارات ونتائج حاسمة لا مجرد أحبار تسكب على الورق، ولا أتخيل أيضاً أن تأخذنا القمة في ما بعد – نهاية الأسبوع - لمرحلة استرخاء أخرى، يتبعها مرحلة يأس طويلة فمرحلة أخرى للنوم وانتظار قمة قادمة ستكون القمة الأكثر خجلاً.الملف الإيراني شائك وطرحه على الطاولة الخليجية أمر لا مفر منه إن كانت القمة الخليجية تواقة لمربع الحسم، الطرح الذي أعنيه هنا طَرْحُ الفصل والاتفاق على حل جذري لا إبداء الرأي والتنازع على وجهات النظر والانتهاء عند نقطة الصفر، مع أن أسوأ المتفائلين آملٌ أن القمة سَتُحضِّر لنا في أقل الأحوال المحاور الرئيسية لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للانتقال من مرحلة «التعاون» إلى مرحلة «الاتحاد»، وان لم يتمكن المجلس من التوصل لإصلاح جداره الداخلي وتثبيته والاتحاد الفعلي من بعد التعاون فلا أظنه سيذهب إلى الجرأة في إيقاف أي يد تمس الجدار بالقول أو بالفعل.إنما سيظل - وبلا جدال - أي تشاور وتباحث وتشاور للخليجيين بعيداً عن الملف الأساسي المكون من: «صداع إيران، جرح سورية الرهيب، وارتفاع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي» هو ضياع للوقت والأحبار وهدر للحبال الصوتية، الضياع بالفعل أن نؤجل أوراق الملف الأساس لهامش اللحظات الأخيرة التي بالطبع لن يسعف وقتها الضيق القصير في البحث والتناول، وبالتالي تؤجل أو ترحل فيكون حينها مصطلح القمة التشاورية عابراً بهدوء ليس هذا مكانه، وساكباً بحسرة جملة أفكار وآراء هذا وقتها بالضبط.القمة في حاجة ماسة إلى فن ترتيب الأولويات حتى وان استأثرت واحدة منها بالوقت الكامل، الزمن لم يعد يقبل مفردات المجاملة، وتبادل التصريحات الساخنة أو الصمت عن الحركات المتفرقة والإبر الموزعة في أنحاء الجسد الخليجي، وليس ثمة من أحد يشك في الحب الجارف الذي يربط الخليج وطناً وطناً، واللقاءات الودية والمشورة وتبادل الأطروحات ليس حكراً على موعد القمة فقط، بل إن جسور التواصل والتقارب ممدودة لحظة بلحظة لكن القمة لا يمكن أن تكون قمة اسم ومعنى ما لم تحرك المياه الراكدة وتضرب على المفاصل وتخرج بالخطوط العريضة التي لا تقبل أن يضاف بعدها سطر واحد، وتبقى جمل التخيل والوعود والاعتقاد والانتظار والأمنيات متحركة وملتهبة بشكل موسع إلى أن يحين بيان الختام ولحظة المصادقة على الأحلام والتنبؤات. alialqassmi@hotmail.comalialqassmi@
الرابط
قمة «الاتحاد» الخليجيةالمصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
714734النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17937الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
الهيئات
مجلس التعاون الخليجيتاريخ النشر
20120514الدول - الاماكن
السعوديةايران
دار العلوم
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
دمشق - سوريا
طهران - ايران