الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لماذا جاء بوش مرة أخرى ؟!
الخلاصة
يزور الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش السعودية للمرة الثانية خلال الأشهر الخمسة الماضية، وهو يأتي إلى الرياض لوضع اللمسات الأخيرة مع خادم الحرمين الملك عبد الله على مواضيع تتعلق بالأمن والطاقة ظلت طوال الفترة الماضية محل إعداد وترتيب إلى جانب تناول القضايا السياسية والاقتصادية المشتركة بين البلدين الصديقين، وفي مقدمتها الأوضاع في العراق وفلسطين ولبنان، حيث موقف السعودية، الواضح من هذه القضايا، الهادف والساعي إلى حل هذه الأزمات بما يجلب لهذه البلدان الأمن ويحل السلام في ربوعها. على أنه يظل أبرز ما تمخض عنه لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس بوش هو، كما أشرنا، التوقيع على اتفاقيتي تعاون، الأولى في المجال التقني لأمن المنشآت، والأخرى، في مجال الطاقة النووية ومجالات الطاقة الأخرى، وقع الأولى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية نيابة عن الجانب السعودي ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، فيما وقع الأخرى سمو وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والوزيرة نفسها. إن الاستقطاب الإعلامي العالمي الذي أحاط بزيارة بوش للسعودية ركز اهتمامه على أساس أن الدافع الرئيسي للزيارة هو طلب الرئيس الأمريكي من العاهل السعودي بشأن زيادة إمدادات النفط ورفع سقف إنتاج أوبك في محاولة للإيحاء من قبل بعض الدوائر بتحميل السعودية مسؤولية ارتفاع سعر برميل النفط وقد بلغ اليوم نحو 127 دولارا، فيما جاء الرد السعودي على تلك المزاعم من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير البترول والثروة المعدنية الدكتور علي النعيمي، الذي أكد أن زيادة إنتاج السعودية من النفط مرتبطة بوجود مشترين حيث يوجد حاليا في الأسواق فائض يبحث عن زبائن، وأن السعودية تتجاوب طبقا لمتطلبات عملائها والمشترين فإذا طلبوا زيتا ثقيلا يحصلون عليه وإذا طلبوا زيتا خفيفا نتجاوب معهم. لقد فوت توقيع اتفاقيتي التعاون السعودية ـ الأمريكية، وتوضيح وزير البترول السعودي لوضع سوق النفط الحالي، الفرصة على الذين شاءوا تحميل السعودية مسؤولية ارتفاع أسعار النفط، فضلا عن أن تسليط الضوء على توقيع هاتين الاتفاقيتين اللتين شارك في إبرامهما ثلاثة وزراء في حضور زعامة البلدين، يعني أن قضايا التنمية والأمن تحتل الصدارة في ذهن القيادة السعودية، وأن مشاغل السياسة وهمومها لا تأتي على حساب صناعة التقدم والمستقبل بل وأن القيادة السعودية لا تحفل بتلك المحاولات المشبوهة بتحميل الزيارة مضامين غير ما هو مرسوم لها وعما كان قد تم الإعداد له مسبقا.. فاتفاقية في المجال التقني لأمن المنشآت لا بد وأنها تطلبت قدرا كبيرا من استقصاء الأوضاع الراهنة للمنشآت الحيوية السعودية وما تحتاج إليه من أمن تقني تدخل في نطاقه قوى بشرية وتجهيزات فنية وخطط استراتيجية أخذت كلها دون شك كثيرا من الاجتماعات النوعية المشتركة.. كما أن اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية ومجالات الطاقة الأخرى تمثل بحد ذاتها برنامجا استراتيجيا معقدا يضم في كنفه مشاريع ذات طبيعة سلمية تستهدف توفير طاقة بديلة ومتجددة تضعها السعودية في جوار استعداداتها لمواجهة تحديات التنمية المستقبلية، التي تتطلب بالضرورة استثمار كل الخيارات المتاحة لتوفير هذه الطاقة سعيا لاستدامة التنمية في بلادنا ودوام التطور. بلاد كالسعودية تكاد تكون قارة بذاتها، من حقها أن تكرس جهودها ومواردها لصيانة منجزاتها، وخصوصا تلك المنشآت الحيوية، سواء ما له علاقة بحقول النفط والصناعات التحويلية الكبرى، أو ما له علاقة باستثمارات ريادية كمحطات تحلية المياه أو كالمصانع والمدن الاقتصادية وغيرها من مراكز التنمية الجوهرية، التي ترى القيادة ضرورة إحاطتها بسياجات أمنية تقنية لتجنيبها أية مخاطر محتملة. أما اتفاقية الطاقة النووية والطاقات الأخرى، فتعد تسجيلا لحصافة القيادة السعودية وبعد نظرها في عدم الاتكاء على ما يعطيه الحاضر من طاقة بل استثمار عوائد هذه الطاقة لصناعة طاقة أو طاقات بديلة تضع السعودية في سياق سباق الجهود العلمية في هذا المجال على صعيدي الإفادة من المنجز البشري وتوطينه من ناحية وكذلك المضي من ناحية أخرى مع العالم في استشراف آفاق جديدة لطاقة الغد عبر مشاركة علمائنا وجامعاتنا ومراكز بحوثنا مع علماء وجامعات ومراكز العالم خصوصا في الولايات المتحدة، التي تمتلك خبرات مميزة في هذا المجال ولديها من التجارب والنتائج والتطبيقات ما تسعى السعودية، من خلال هذا التعاون إلى الإفادة منه حفاظا على مكانتها التي تليق بها والتي تعمل على تعزيزها باستمرار.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
716814النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5333الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمود بن حماد ابوشامة
سعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
على بن ابراهيم النعيمى
كونداليزا رايس
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
العلاقات الاقتصادية
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20080518الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الولايات المتحدة
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
واشنطن - الولايات المتحدة