الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
التحرك السعودي وهذه الدوائر
التاريخ
2006-08-09التاريخ الهجرى
14270715المؤلف
الخلاصة
مؤشرات عدة تعكس الأهمية (الإستراتيجية) للزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تركيا, التي بدأت أمس الثلاثاء, في ثاني جولة خارجية للمليك, وبعد حوالي عام من توليه مقاليد الحكم في البلاد. ومن المهم أن نشير في هذا المجال, الى ان هذه الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الى العاصمة التركية أنقرة، تأتي تلبية لدعوة من الرئيس التركي احمد نجدت سيزر, الذي ينظر الى المملكة نظرة تقدير واعجاب واحترام لمكانتها (الروحية) و(زعامتها) التاريخية للعالمين الاسلامي والعربي, وهي نظرة تعكس ما تشكله المملكة من (رمزية) تمثل الزعامة لنحو المليار ونصف المليار مسلم في العالم, ونحو 350 مليون عربي في مختلف الاقطار العربية. وتعكس دعوة الرئيس التركي اهتماما متناميا لدى الحكومة التركية والشعب التركي (حوالي 70 مليون نسمة) بتطوير علاقات التعاون مع المملكة, خصوصا مع تحولات مهمة شهدتها تركيا, خاصة على مستوى حكومة رجب طيب اردوغان, التي تتجه الى تطوير العلاقات التركية العربية, وتحسين علاقة تركيا بجيرانها بشكل عام, والغرب منهم على نحو خاص, فيما تحتل المملكة اولوية متميزة في هذه (الاجندة) التي شهدت (مراجعات) مهمة واعادة ترتيب للأولويات والبنود التي كانت قد اتجهت الى بناء (شراكة) مع اسرائيل على حساب علاقة تركيا بالعرب. في السنوات القليلة الماضية, أبدت تركيا الكثير من الاعتراضات على السياسة الاستيطانية الاسرائيلية, واحتجت اكثر من مرة على السلوك الاسرائيلي في هذا المجال، كما اعترضت على العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين, وفي ذلك كله ما يشير الى تغيرات مهمة تقودها حكومة ذات توجه واضح، يقوم على الاعتدال, ويؤسس لمنهج جديد بالدراسة والتأمل, على رغم ما قد يثيره من ملاحظات, إلا ان أهميته تنبع من قدر الفوضى والاضرابات والتوترات التي تشهدها المنطقة والكثير من الدول الاسلامية. من هنا تأتي أهمية التعاون السعودي التركي، وتتجلى هذه الأهمية في اطار (الرؤية) الاستراتيجية التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحيث يشير ما قام به من جولات خارجية حتى الآن، الى اهتمام كبير ببناء جسور قوية مع دول محورية ومركزية، ضمن نظم اقليمية مهمة، وفي اطار المجالات الحيوية التي تنتمي اليها الدول التي قام بزيارتها القائد التاريخي الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي (المجال الحيوي) للسياسة الخارجية السعودية, فان المملكة تتحرك في دوائر اربع مهمة وأساسية، هي: المنظمة العربية أي الوطن العربي في اطار جامعة الدول العربية، والمنظومة الخليجية التي تدخل فيها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, والدول الاسلامية في اطار منظمة دول المؤتمر الاسلامي، ثم الدوائر الآسيوية، وهنا يمكننا ان نسجل ان (تركيا) تدخل بانتمائها الديني والروحي، ثم بموقعها الجغرافي في (دائرتين) مهمتين من دوائر (المجال الحيوي) للسياسة الخارجية للمملكة. ومن المهم أن نلفت هنا ايضا الى ان المملكة تحظى باحترام وتقدير كبيرين, لدى اغلبية الشعب التركي الذي يتجه بقلبه وعقله الى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، حيث يعتبر هذا الشعب المملكة زعامته الروحية والدينية, وتتجلى هذه المكانة العظيمة لديه في الافواج التي تضم عشرات الآلاف من الاتراك الذين يحرصون على التبرك بزيارة المملكة طوال العام، خاصة في موسم الحج, وخلال مواسم العمرة طوال شهور السنة. هذه كلها مؤشرات ودلالات, على المستوى الاستراتيجي في العلاقة، فماذا عن آفاق التعاون الثنائي، في مجالاته المختلفة؟ وماذا عن دلالات الاهمية التي تنطوي عليها الزيارة في (جدول الأعمال)؟ سؤال، نحاول ان نجيب عنه في موضع جديد، لنتعرف على النتائج والآثار المباشرة لهذه الزيارة المهمة.
الرابط
التحرك السعودي وهذه الدوائرالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
717318النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12108الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميالعالم الاسلامي
العلاقات الاقتصادية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
الهيئات
منظمة المؤتمر الاسلاميالمؤلف
محمد الوعيلتاريخ النشر
20060809الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
تركيا
فلسطين
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين