الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قمة العشرين و “المدرسة السعودية”
الخلاصة
السبت, 15 نوفمبر 2008راي المدينةتعكس قمة العشرين التى تنطلق اليوم بالقضايا المطروحة على طاولتها وفى صدارتها الازمة المالية العالمية وحجم الرموز المشاركة فيها عمق الازمة المالية التي تجتاج العالم حاليا لاسيما مع الاعلان رسميا عن دخول منطقة اليورو مرحلة انكماش اقتصادى. وبقدر ما تمثله مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى القمة من اهمية للدور المحوري الذى تلعبه المملكة في مسيرة الاقتصاد العالمي كأكبر قوة فى سوق النفط عصب التنمية الاقتصادية بنفس القدر تأتى اهمية “المدرسة السعودية” التي عرفت بالتحفظ والهدوء فى التقديرات الاقتصادية لتؤكد انها تسير على الطريق الصحيح. ففى فترة سابقة كان البعض يستغرب بشدة لماذا تتحفظ التقديرات السعودية بشأن تحديد سعر النفط التقديرى فى الميزانية ولماذا ايضا تتشدد فى ضوابط الائتمان فى البنوك طالما هناك طفرة اقتصادية ملموسة ولم تمر فترة طويلة الا وجاءت الاجابة عبر الازمة المالية التى اجتاحت العالم وكان ابرز الدروس المستفادة منها باتفاق الاقتصاديين هو اهمية عدم التوسع فى البرامج غير المأمونة وتقديم قروض يعلم مقدموها انها رديئة ويصعب ردها. لقد اثبتت التجربة صواب رؤية خادم الحرمين الشريفين التى تقوم على قناعة مفادها صعوبة الاعتماد كليا على النفط الذى هبطت اسعاره من 147 دولارًا للبرميل “الدولار يساوى 3.75 ريالات” الى اقل من 60 دولارا فى شهرين فقط فوجّه منذ وقت مبكرر بأهمية الاعتماد على الصناعة والانتاج لأنهما صمام الامان للاستقرار كما وجّه بإقامة عدة مدن اقتصادية لتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني وتوطين التقنية وتوفير آلاف الوظائف. ولعل الدرس الثانى للازمة المالية هو اهمية دور الدولة فى المجتمع في مقابل “الرأسمالية المتوحشة” وهو الامر الذى لم تهمله المملكة على الاطلاق اذ توسعت فى السنوات الاخيرة فى برامج دعم الفقراء من خلال الاسكان الشعبي والضمان الاجتماعي لإحداث التوازن المنشود اجتماعيا. ان الضمان الحقيقي لخروج العالم من ازمته الحالية يكمن فى احداث نوع من التوازن بين مصالح الكبار من جهة والفقراء والمستهلكين من جهة اخرى فى اطار نوع من العدالة المجتمعية الكونية ينبغي الاتفاق عليه ولعل ذلك ينسجم مع ما دعا اليه خادم الحرمين فى حوار الحضارات امس الاول اذ اكد اهمية التوجه نحو دعم الفقراء والمحتاجين والكفّ عن سفك الدماء والعداوات بدون مبرر.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
717811النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
16642تاريخ النشر
20081115الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة