الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الجزيرة والرياض .. والصلح خير
التاريخ
2008-03-26التاريخ الهجرى
14290318المؤلف
الخلاصة
badawoodim@alj.com الزيارة الكريمة التي قام بها سمو ولي العهد إلى دولة قطر أخيرا أذابت الكثير من الجليد الذي كان متراكما بين الجارتين السعودية وقطر، ومثل هذه الخطوة تؤكد أنه مهما حصل بين الإخوة فلا بد أن يأتي الوقت الذي تهدأ فيه النفوس ويعاد فيه النظر إلى كثير من الأمور وترجع المياه إلى مجاريها. تملكني الضحك وأنا أقرأ ما نشرته جريدة الشرق الأوسط على صفحتها الأولى يوم الجمعة الموافق 14 من شهر آذار (مارس) حيث وصف الخبر اللقاء الذي تم بين الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري ورؤساء تحرير الصحف السعودية، وذلك على هامش حفل العشاء الذي أقامه رئيس الوزراء القطري لسمو ولي العهد، فعلى الرغم من أن اللقاء لم يكن معداً له إلا أن رئيس الوزراء القطري عندما علم بأن رؤساء التحرير سيغادرون الدوحة صباحاً طلب أن يكون اللقاء بعد العشاء مباشرة، وكما يروي الخبر فإن المنظر كان غريباً علق عليه رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ تركي السديري قائلا إنها السياسة فمن كان يتوقع أن نجتمع كلنا في مجلس الشيخ حمد بن جاسم، ونجلس معه في مجلس واحد؟ ويقول الخبر إنه ما إن هم الجميع بالدخول إلا وكان أحد مسؤولي التشريفات القطرية ينادي على الأستاذ تركي السديري بالاسم، وعندما تقدم قال له الشيخ حمد مازحاً (أريدك أن تجلس بجواري فأنت أكثر من يسبني). ويقول الخبر إنه عندا بدأ النقاش سأل أحد الإعلاميين الشيخ حمد عن قناة الجزيرة وما تم بثه فيها ضد السعودية وما إذا كانت هي من أسباب التوتر، فقال الشيخ حمد (الجزيرة وغيرها .. إعلامكم أيضاً لم يقصر، وقنواتكم، وهناك قنوات محسوبة علينا وعليكم، كان هناك هجوم وبعض الأشياء الكيدية، لكن لماذا نركز الآن على أشياء مضت، دعونا ننظر لما يجمعنا، ودعونا ننظر للمستقبل). وقد كان اللقاء قصيراً، الأمر الذي جعل الشيخ حمد يوجه الدعوة لجميع رؤساء التحرير للالتقاء به ليوم واحد والنقاش معه في كل شيء وبشكل موسع. لقد كان اللقاء كما وصفه الخبر لقاء تخللته النكات والضحك، وهكذا هي لقاءات الإخوة تسودها المودة وتكتنفها الألفة وتكسوها المحبة، فمهما حصل بين الأشقاء فلا عذر لهم للقطيعة ومهما حصل بين الأخ وأخيه فلا بد لهما أن يجتمعا يوماً ما لينهيا خلافاتهما وليقوما بتصفية ما بينهما وليقطعا الطريق على كل حاقد وحاسد يأمل أن تتسع الفجوة بين الأخ وأخيه. إنه درس يؤكد لنا أهمية ألا نرد الإساءة بالإساءة بل نردها بالإحسان، وخصوصاً بين الأشقاء والجيران، فمهما عصفت أمواج الخصومة ومهما تعالت أصوات الغضب يجب علينا في هذه الأوقات أن نرخي الأشرعة وأن نتمهل حتى إذا ما انتهت العاصفة وعادت الأمور إلى سابق عهدها من الود والتقدير والاحترام كنا نحن الأكرم إذ لم نبادل الإساءة بمثلها حتى في وقت القطيعة. لقد كانت زيارة تاريخية فرح بها الجميع ولم يختلف أحد على نجاحها والترحيب بها إلا الحاقدين والحاسدين الذين كانوا مستفيدين من فترة القطيعة والخلاف، وكانوا حريصين على أن تبقى لأطول فترة ممكنة، وكم أتمنى أن تتواصل الزيارات بين البلدين الشقيقين ليتم تعويض ما فات وتطوير وتحسين ما هو قادم. إن المؤامرات والدسائس تحاك يومياً لتمس أمن واستقرار المنطقة بصفة خاصة والعالم العربي والإسلامي بصفة عامة، ولا تكاد تنتهي أزمة إلا وتشعل يد الحقد والكراهية أزمة أخرى، ولن تقطع هذه اليد إلا بمثل لقاءات المصالحة هذه التي تساهم في زيادة أواصر التماسك والمحبة والأخوة بين أبناء هذه الدول الشقيقة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
718342النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5280الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودتركي السديري
حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
ابراهيم محمد باداودتاريخ النشر
20080326الدول - الاماكن
السعوديةقطر
الدوحة - قطر
الرياض - السعودية