الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
صدقت يا شيخ
التاريخ
27-10-2008التاريخ الهجرى
14291027المؤلف
الخلاصة
صدقت يا شيخ عادل علي جودة بعد صلاة عصر الخامس من شوال لهذا العام 1429هـ، جلس شيخنا الفاضل (كعادته) محدثاً المصلين بما أكرمه الله به من علم، وجاء من بين ما تفضل به - حفظه الله - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها. وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض. وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم. وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم مَنْ بأقطارها- أو قال مَنْ بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، ويسبي بعضهم بعضاً) *للمزيد حول الحديث يرجى الرجوع إلى: صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة - الباب الخامس، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، ص 2215). ومضى الشيخ - لا فض فوه - يفسر الحديث جزءاً جزءاً، ويضرب على ما جاء فيه الأمثال من واقعنا المؤلم، وهي كثيرة وكثيرة جداً نعايشها بكل حواسنا، وبالطبع لم ينس الشيخ أن يذكر (والألم يعتصر قلبه) أسوأ ما أصاب الأمة في أيامنا التي مازالت حاضرة؛ أي الخلافات والمصادمات بين أبناء الدين الواحد والدم الواحد والقضية الواحدة على تراب فلسطين الجريحة، ولاسيما ما جرى في قطاع غزة في الثالث عشر من يونية - حزيران 2007م؛ تلك الأحداث الدامية وما نتج عنها من انقسامٍ أقل ما يقال فيه أنه بغيض مخجل؛ طعن في عدالة قضيتنا وصرف الأنظار عن جوهرها، وزاد من تشتت شعبنا وعمق آلامه، وقدّم للعدو مكاسب مذهلة لم يكن يحلم بها! صدقت يا شيخ، ووالله لا تلام إذ ارتفع صوتك قليلاً وأنت تخاطب الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها (حماس) و(فتح)، بقولك: (ماذا أصابكم، أنتم تقتتلون وعدوكم يتفرج عليكم)! صدقت يا شيخ، أحسن الله إليك وزادك من فضله، وها أنا ذا أحمل صرختك وأضعها بين يدي فخامة الرئيس الأخ محمود عباس، ودولة رئيس مجلس الوزراء الأخ إسماعيل هنية، وبين أيدي كل الشرفاء في الحركتين المجيدتين؛ (حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح) و(حركة المقاومة الإسلامية- حماس)، وبين يدي تاريخهما الحافل بالإنجازات. أحمل رسالتك يا شيخنا الجليل وأهمس بها إلى قادة شعبنا العربي الفلسطيني الأصيل في مختلف الفصائل الفلسطينية، قائلاً: بالأمس كانت رؤوسنا ترتفع عالياً؛ بل تناطح السحاب فخراً بكم وبإنجازاتكم! واعتزازاً بمؤازرة الشعوب العربية والإسلامية لنا ولقضيتنا بعلو هاماتكم! والله مازلت أرى ذاك المشهد المهيب؛ حيث هبّ الشعب السعودي النبيل عن بكرة أبيه في عرس زاه مشرف استمر حتى الفجر، وبكل فئاته؛ رجاله، ونسائه، وشبابه، وأطفاله، يلتفون حول مبنى التلفزيون بالرياض، ملبين دعوة خادم الحرمين الشريفين لتقديم الدعم والتأييد لشعبنا الفلسطيني، فقدموا الغالي والنفيس لتتواصل مسيرة الجهاد والمقاومة حتى التحرير والعودة! وكذلك فعلت الشعوب العربية والإسلامية القريبة والبعيدة! كان ذلك بالأمس! واليوم، نُطأطئ الرأس خجلاً مما نحن فيه من تشتت وضعف وذل بسبب ما جنته أيدينا! فهل إلى رجعةٍ من سبيل؟ هل من وقفة أصيلة، ننكر فيها الذات، وننتصر لشعبنا، وقضيتنا، وأرضنا، وشهدائنا، وأسرانا، والشرفاء من حولنا، وتاريخ أمتينا العربية والإسلامية العامر بالانتصارات؟ أسرعوا؛ فالأعمال بالخواتيم، والوقت يمر، والتاريخ يسجل، والأجيال لا ترحم. والله وحده المستعان. كاتب فلسطيني - الرياض
الرابط
صدقت يا شيخالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
720111النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13178المؤلف
عادل علي جودهتاريخ النشر
20081027الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين