انطلق من مكة المكرمة إلى مدريد ويستقر الأربعاء في نيويورك خادم الحرمين الشريفين يمد جسر الحوار بين الأديان إلى قارات العالم
الخلاصة
من مكة المكرمة، مد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جسرا للتواصل الحضاري بين البشر من أتباع الرسالات السماوية والأديان الأخرى، وبلغ به إلى قلب أوروبا في العاصمة الأسبانية - مدريد، قبل أن يستقر تحت الأمم المتحدة، وفي الدولة الأكثر نفوذا وقوة - الولايات المتحدة. استشعر العاهل السعودي، حجم الألم والمأساة الإنسانية التي يعيشها العالم، ووعى قبل غيره ما يدور في الأرض من صراع الحضارات والأقطاب تحت شعارات الدين والسياسة، فنادى المجتمع الدولي بتنوع أديانه وثقافاته للاجتماع على طاولة واحدة للحوار، في سبيل إعادة بعض المفاهيم المشتركة المغيبة، إلى مسارها الصحيح، والعمل على ترميم السلوك الإنساني من جديد. انطلق جسر الحوار، مطلع شهر يونيو المنصرم، عندما دعا الملك المسلم من عاصمة المسلمين المقدسة العالم أجمع، إلى مواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق، في زمن تداعى الأعداء من أهل الغلو والتطرف من أبناء هذه الأمة وغيرهم بعدوانية سافرة استهدفت سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية.وأرسى رجالات الدين المسلمون في مكة الركائز الأساسية التي من المفترض أن يكون فيها الحوار مع الآخر غير المسلم، بحضور نحو 500 عالم مسلم من مختلف الطوائف المسلمة، وبجوار بيت الله الحرام قلب علماء المسلمين أوراقهم وأفكارهم، فاتفقوا بأن الحوار هو السبيل الأفضل لمسح الصورة القاتمة التي كرسها المتطرفون حول الإسلام، والطريقة المثلى للوصول إلى رؤية موحدة تخدم البشرية جمعاء. بعد أقل من شهر ونصف، غرست مبادرة الملك أطنابها في عاصمة التاريخ الإسلامي والحضارة الغربية مدريد، وعاد صاحب المبادرة ليؤكد للعالم من خلال الكلمة التي ألقاها على الجمع الغفير من أصحاب الديانات في العالم، يتقدمهم ملك أسبانيا خوان كارلوس، أن البشرية تعاني اليوم من ضياع القيم والتباس المفاهيم ويشهد العالم تفشي الجرائم وتنامي الإرهاب وتفكك الأسرة وانتهاك المخدرات لعقول الشباب واستغلال الأقوياء الضعفاء والنزعات العنصرية البغيضة، وأرجع خادم الحرمين الشريفين فشل الحوارات السابقة إلى تحولها لتراشق يركز على الفوارق ويضخمها، وطالب بأن يكون هذا الحوار مناصرة للإيمان والفضيلة والعدالة والسلام والأخوة البشرية في مواجهة العنصرية.وفي فندق أودوتيريوم مدريد، تصافح أكثر من 300 شخص من الرموز الدينية، يمثلون الديانات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية، وبعض المعتقدات الفلسفية تحت قبة واحدة للحوار. حيد المجتمعون الخلافات السياسية، وانتفت فيما بينهم الفروقات الأيدلوجية، وهم يؤكدون أن لغة الحوار هي لغة العقلاء ومن خلالها سيعاد تشكيل وجه العالم من جديد.ولم يخل اجتماع مدريد من مشاركة أصحاب الديانات الوضعية أو الروحية، وتشكل ذلك في حضور رجال دين من البوذية والهندوسية والسيخ، وكان حضورهم لافتا، من خلال الملابس التقليدية الرمزية ذات الألوان المختلفة التي يرتدونها، خلافا لبعض الطقوس التي حضرت معهم، كأن تجد نساء حليقات الرؤوس أو أشخاصا يحملون أعلاما وشعارات ذات بعد ديني محض.وخرج المجتمعون في مدريد بعد ثلاثة أيام من تبادل أطراف الحديث والنقاشات التي وصلت في بعض الأحيان إلى الحدة، بعدد من الأصوات التي نادت بإيقاظ الضمير العالمي والالتفات إلى قضايا الجوع والمرض ووقف العنصرية والتسلح، وانتقد المجتمعون التطرف والغلو وأدلجة الأفكار، والتركيز على أهمية تنشئة الأسرة والحفاظ على البيئة، واقترح المؤتمر أن يتم إنشاء مجلس عالمي للحوار تحت رعاية الأمم المتحدة.وها هي المنظمة العالمية للأمم المتحدة، بقيادة أمينها بان كي مون، تستجيب للمبادرة السعودية العالمية، ليحط الحوار العالمي الأربعاء المقبل في العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية ـ نيويورك، وتحديدا في مقر الأمم المتحدة، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون في المنظمة أن هذا الحوار يأتي تلبية لصاحب المبادرة العالمية الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويحضر المؤتمر إلى جانب رئيس الولايات المتحدة المنتخب باراك أوباما والرئيس الحالي جورج بوش، نحو 30 ملكا ورئيس حكومة ووزير خارجية، ويضعون من خلال هذا الاجتماع أجندة عمل عالمية موحدة لرأب الصدع الإنساني والفكري بين سكان الأرض.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
722917النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15415الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودباراك اوباما
بان كي مون
حمود بن حماد ابوشامة
خوان كارلوس الأول
الموضوعات
التعددية الدينيةالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
الهيئات
الامم المتحدةتاريخ النشر
20081109الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
العالم الاسلامي
الولايات المتحدة
اوروبا
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا
واشنطن - الولايات المتحدة