الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لبنان .. والمصير المجهول !
التاريخ
2006-12-13التاريخ الهجرى
14271122الخلاصة
عبدالرحمن بن عبدالعزيز العثمان لبنان.. والمصير المجهول! لعل المرء في محاولته وصف ما يجري على الساحة اللبنانية سوف لن يجد أبلغ من وصف خادم الحرمين الشريفين لذلك المشهد بقوله في افتتاح القمة السابعة والعشرين لدول مجلس التعاون الخليجي: «نرى سحباً داكنة تهدد وحدة لبنان وتنذر بانزلاقه من جديد في كابوس النزاع المشؤوم بين أبناء الدولة الواحدة». وليس من المستغرب أن يشغل الهم اللبناني بال دول المجلس، وعلى الأخص المملكة، لما يحتله لبنان من مكانة متميزة في فكر ووجدان وضمير قادة وشعوب تلك الدول، إلى جانب الاعتبارات السياسية والاستراتيجية والأمنية لموقع لبنان الذي يشغل الخاصرة الأمنية الأكثر حساسية للعالم العربي. ويعتبر اتفاق الطائف الموقع في سبتمبر 1989 الذي جمع الفرقاء حول كلمة سواء برعاية سعودية منهياً خمس عشرة سنة من الحرب الأهلية الدامية، الدليل الأكبر على اهتمام المملكة بلبنان ووحدته وأمنه واستقراره، وهو ذلك الاهتمام الذي يتجدد الآن في ظل تجمع السحب الداكنة في سماء بيروت وبما ينذر بانفجار الموقف في اتجاه اندلاع حرب أهلية -لاسمح الله- ما لم يقتنع الفرقاء بأن الالتجاء إلى لغة الشارع ليس من شأنه أن يحسم الموقف لمصلحة أي من طرفي النزاع، وأنه ما لم يصغ الجميع إلى لغة الحكمة والتعقل بالعودة إلى طاولة الحوار فإن أحداً ما لا يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يكون عليه مصير لبنان. لذا فإن احتواء الاحتقان الراهن يُشكل الهدف الأساس أمام الرياض على اللبنانيين الاقتناع بأن الشارع ليس في مصلحتهم التي تتطلع لبلوغه قبل فوات الأوان. ويمكن القول دون مواربة إن الواقع الأليم الذي يعيشه لبنان في الظروف الراهنة يعود في أسبابه الرئيسة للزعامات اللبنانية بعد أن أعطت تلك الزعامات الانطباع لدى المراقب بأنها لا تأبه بمصير لبنان. ومن المؤسف أن محصلة الأحداث التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة التي وصلت إلى حد الاحتكام إلى الشارع بكل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر، تؤكد على أن اللبنانيين لا يؤمنون بلبنان كوطن بقدر ما ينظرون إليه باعتباره كعكة يتبارى كل فريق على أخذ النصيب الأكبر منها. إن هذا الحشد في قلب بيروت الذي تجددت الدعوة إليه ليستمر حتى إسقاط الحكومة شكل أسلوباً غير مسبوق في الحوار، واستمراره على هذا النحو -وبما يمكن أن يصاحبه من احتكاكات- يمكن أن تنشأ من مستصغر الشرر، قد يؤدي إلى انفجار حقيقي لا يمكن أن تُحمد عقباه، وحينئذ فإن التاريخ لن يسامح العالم العربي على موقفه إذا ظل يكتفي بدور المتفرج على هذا المشهد الخطير مكتفياً بتتبع أقوال وتصريحات زعماء فريقي النزاع على الشاشات الفضائية، والتي تعكس قدراً كبيراً من تحلل تلك الزعامات من المسؤولية الوطنية التي تتطلبها المرحلة وتستوجب منهم درجة أكبر من الإحساس بالمسؤولية والالتفات إلى مصلحة الوطن التي تتطلب حلاً لبنانياً داخلياً. لأن فشل تلك الزعامات في التوصل إلى حل للأزمة الناشبة بينهم سيؤدي إلى التدويل بكل ما يحمله من مخاطر تمس استقلال لبنان وسيادته الوطنية، لاسيما في ظل الحقيقة الماثلة التي فرضت نفسها بقوة بعد فشل إسرائيل في حربها التي شنتها على لبنان في يوليو الماضي في تحقيق ما اعتادت تحقيقه من انتصارات حاسمة في هذا النوع من الحروب، وتفكيرها جدياً في تحين الفرصة المناسبة للثأر من شبه الهزيمة التي لحقت بها في تلك الحرب. ورب قائل إن ما تبذله الجامعة العربية من جهود لاحتواء الأزمة اللبنانية لا يرقى إلى مستوى التطلعات المأمولة منها والآمال المعقودة عليها، أو أن هنالك تراجعاً في الدور العربي في العموم في التصدي للمخاطر التي يُواجهها العالم العربي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه والتي تهدد أمنه القومي في خاصرتيه. إن هذا مع الأسف هو ما هو حاصل الآن، وهو ما يدفع إلى أهمية تفعيل هذا الدور بشتى الطرق والوسائل بدءاً من تجميع الصف والكلمة والموقف العربي في اتجاه المصلحة العربية العليا، وهو ما تسعى إليه المملكة بشكل خاص، وهو ما عبرت عنه، أيضاً، خلال قمة الشيخ جابر الخليجية، خاصة بعد أن أضحت الظروف مواتية لصياغة هذا التحرك العربي الفاعل والمؤثر سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً في ضوء تعثر الحلم الأمريكي في العراق ودخول إسرائيل في حقبة الانكشاف الأمني التي ظهرت في حربها في لبنان في يوليو الماضي، وفي نجاح المقاومة الفلسطينية في تطوير صواريخها بحيث لم تعد تلك الصواريخ مجرد فرقعات صوتية!
الرابط
لبنان .. والمصير المجهول !المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
724580النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14718الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية - العلاقات الخارجية - لبنان
تاريخ النشر
20061213الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
العراق
الولايات المتحدة
دول مجلس التعاون الخليجي
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
واشنطن - الولايات المتحدة