الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مبادرة الملك عبدالله للحوار أمام منتدى الرؤية الاستراتيجية
التاريخ
2008-11-04التاريخ الهجرى
14291106المؤلف
الخلاصة
قبل أسبوع، قامت الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية بتنظيم المنتدى الرابع لمجموعة الرؤية الإستراتيجية بجدة، تحت رعاية سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. واستمر المنتدى من 27 إلى 29 شوال 1429هـ، الموافق 27-29 أكتوبر 2008م. وكان موضوع المنتدى هو «روسيا والعالم الإسلامي، مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات: رؤية جديدة للعلاقات الدولية». وشارك في هذا المنتدى العديد من الشخصيات الإسلامية من المملكة وروسيا الاتحادية وكازاخستان وتتارستان ودول عربية أخرى.ليس هذا المنتدى سوى امتداد عملي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها قبل عدة أشهر للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ولمواجهة النظرية السابقة التي أطلقها بعض المفكرين الغربيين عن صراع الحضارات وصراع الثقافات والأديان.وكان من الطبيعي أن ينبذ العالم نظرية صراع الحضارات التي ارتكزت في افتراضياتها على التوترات السياسية والاجتماعية والثقافية كنتيجة طبيعية للتطرف الديني والتفرقة العنصرية والتقوقع الثقافي العقائدي الاجتماعي، وهي أمور ستؤدي في النهاية إلى انتشار الإرهاب والحروب والصراعات المسلحة بين مختلف الشعوب والثقافات.ومع تنامي ذلك الخطر، والخطأ الداهم، أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوته التاريخية إلى حوار شامل بين مختلف الأديان والثقافات، مؤسساً لنظرية إنسانية جديدة وداعياً إلى حماية العالم من الفوضى والهمجية، إدراكاً منه إلى حاجة البشرية بمختلف أديانها وعقائدها وألوانها وأجناسها إلى التفاهم والتحاور والتقارب والتعايش السلمي المشترك على هذا الكوكب بما يحقق الرخاء والسلام للبشرية جمعاء، ومد جسور التواصل بين أبنائها.وكان مصدر تلك الدعوة الصادقة هو قناعته بأن الحوار والنقاش بين الأديان السماوية التي تجمعها قيم سامية مشتركة سوف يقضي على سوء الفهم، وعلى الصراع الفكري والعقائدي، وعلى التطرف والتعصب والمغالاة والإرهاب، وهي تطورات إن أفلت زمامها، سوف تؤدي حتماً إلى التمزق والتشرذم والتباعد والخوف بين المجتمعات من بعضها البعض، وفي النهاية إلى القضاء على حضارة الإنسان والحياة البشرية في هذا العالم.الواقع الذي يجب أن نتعلمه أن الحوار السلمي هو أفضل وسيلة للتواصل، وأن التواصل هو أفضل وسيلة لتقريب وجهات النظر وفهم الآخرين وتوضيح المواقف، وأنه بدون الحوار والتواصل لايمكن للبشرية أن تحيا في سلام وتزدهر وترتقي، ويتعلم أبناؤها من بعضهم الآخر في شتى المجالات، وأن يسود الاحترام المتبادل وتسود التعاليم السماوية.وقد انتشرت هذه المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في جميع أرجاء العالم، مثلما تشرق الشمس بعد ليل حالك، فطغت وغطت وحجبت على النظرية المدمرة القديمة التي تنبأت بصراع الحضارات وتناطح الثقافات والأديان. وأعتنق العالم كله هذه المبادرة الخيّرة التي نبعت من صميم تعاليم الدين الحنيف، إذ قال عز وجل في كتابه الكريم {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وكما قال عز وجل أيضاً { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }.والآن قامت الأمم المتحدة أيضاً بتبني هذه المبادرة الطيبة والدعوة العالمية التي دعا إليها خادم الحرمين، لتعقد مؤتمراً عالمياً في مقرها بنيويورك حول حوار الأديان في الثالث عشر من هذا الشهر (نوفمبر)، بحضور كبار قادة العالم ورموزه الدينية من مختلف الأديان والثقافات والمجتمعات.لقد وضع خادم الحرمين الشريفين بهذه المبادرة الإنسانية النابعة من صميم التعاليم السماوية الإسلامية حجر الأساس في بناء مجتمع عالمي جديد يسوده الوئام والاحترام والتعاون المثمر لخير البشرية، مجتمع عالمي تسوده رؤية واضحة وفلسفة جديدة للعلاقات الدولية البناءة.ونأمل أن يكون هذا الانضباط والترابط والتعاون الدولي في مختلف المجالات والأنشطة هو المنطلق المتفق عليه بين مجتمعات العالم، نحو نظام عالمي جديد نوّرثه لأبنائنا وأحفادنا وأجيال المستقبل المستنيرة والمتفتحة.أما البديل الآخر لمثل هذا الانفتاح على بعضنا البعض فهو صورة شؤم مخيفة كارثية، لايجب أن نتجاهلها ولكن يجب ألا نألو جهداً في تجنب حدوثها.للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
723133النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15410الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
عبدالله بن يحيي بخاريتاريخ النشر
20081104الدول - الاماكن
السعوديةالغرب
تتارستان
روسيا
كازاخستان
أسطانا - كازاخستان
استانا - كازاخستان
الرياض - السعودية
موسكو - روسيا