الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المدخل القيمي لتغيير حركة عجلة التاريخ (رؤية تأصيلية)
التاريخ
17-11-2008التاريخ الهجرى
14291119المؤلف
الخلاصة
الاختلاف بين بني البشر أمر قدري محتوم، لابد أن يكون، أردنا ذلك أو لم نرد.. { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ..}، ولكن هذا الاختلاف الذي هو سنة من سنن الله في الكون والإنسان والحياة أنواع وأشكال، تتفق في وجه وتختلف من عدة وجوه، وهذه الأنواع هي بإيجاز: * الاختلاف القدري وهو نوع من التباين والاختلاف الذي كتبه الله وأجراه بعلمه وإرادته على بني الإنسان بلا استثناء وليس لأحد عليه يد، ومن ثم فهو ليس محلاً للمؤاخذة والمحاسبة والتثريب أصلا، كاختلاف الجنس (ذكراً أو أنثى) واللون (أسود أو أبيض) والعنصر (عربي أو أعجمي)، والمفترض عقلاً ونقلاً ألاّ يؤدي هذا الاختلاف بأي حال من الأحوال إلى صراع أو حروب ولا يدخل في سلم المفاضلة والنقاش بين الناس لأنه باختصار خارج عن الإرادة الإنسانية، فكيف نتفاضل ونتحاكم ونتقاتل على أمر لا نملك تغييره ولم نتدخل في إيجاده وتكوينه، بل هو قدر من الله وحده؟ ولذا من الجهل المركب والحماقة المطلقة أن يتفاضل الناس وتعلو الأصوات وربما تسيل الدماء على أي من هذه الثلاثة (الجنس واللون والعنصر)، ومن هذا الباب القبيلة والشعب!!. * وهناك نوع ثانٍ يمكن أن ننعته بالاختلاف الجبلّي كاختلاف الأخلاق والقيم لدى الناس، والأصل في هذا الوجه من أوجه الاختلاف أنه مغروس في بني البشر، ومع ذلك فهو يقبل التهذيب والتأديب إلى درجة كبيرة ويمكن اكتسابه وتنميته بعد إرادة الله وعلمه طبعاً ولذا فالإنسان قد يتطبع بخلق ما ويعالج نفسه عن سلوك سيء حتى كأن هذا الخلق أو ذاك لا وجود له أصلاً داخل ذواتنا التي هي خليط من المتناقضات!!، ولكون هذا التغيير يحتاج إلى تدرج واستمرار كرر عليه الصلاة والسلام للرجل الذي طلب منه أن يوصيه كلمة (لا تغضب) ثلاثا، ولكون هذا الاختلاف يمكن التدخل فيه إصلاحاً وتهذيبا جاء الأمر الرباني بحسن الخلق والترفع عّما يشين وينقص من تصرفات وسلوك تتناقض مع أخلاقيات الدين وقيم المجتمع ومسلماته. * ومن جوانب الاختلاف المتوقع حدوثه الاختلاف العقدي الأيديولوجي والثقافي، وهو اختلاف إرادي قصدي يمكن للإنسان تغييره حسب قناعاته مع أن لديه رصيدا فطريا يميل به إلى نجد الخير والصلاح، والبيئة الحاضنة لها تؤثر عليه بشكل كبير (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، وهو في النهاية وحده....
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
724313النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
13199الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
عثمان العامرتاريخ النشر
20081117الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة