الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
القرآن وجلسات الشورى
التاريخ
2008-10-21التاريخ الهجرى
14291021المؤلف
الخلاصة
mohbakr@alum.mlt.eduقد تكون شهادتي في مجلس الشورى مجروحة على وجه ما بحكم أنني تشرفت بعضوية المجلس في دورته الثالثة (1422هـ - 1426هـ) التي عاصرت في مطلعها رئاسـة الشيخ محمد بن جبير (رحمه الله), الذي قاد مرحلة التأسيس, ثم رئاســة الشيخ الدكتور صالح بن حميد الذي يقود بمهارة خطى التطوير بما ينسجم مع الصلاحيات الواسعة التي منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - للمجلس. ويأتي على رأس تلك الصلاحيات حق المجلس في المبادرة إلى اقتراح أنظمة جديدة وتعديل أنظمة قائمة، بينما كان ذلك الإجراء في الماضي مقيداً بالموافقة المسبقة من الملك, ليس ذلك فحسب, بل إنه - حفظه الله - خصّ قرارات مجلس الشورى بمعاملة مميزة وثقل عند الاختلاف مع مجلس الوزراء، إذ جعل الفصل في أي خلاف بين السلطتين بيده شخصياً.ومما يحمد لمجلس الشورى أن مشاركته في الشأن العام أصبحت اليوم أكثر حضوراً وعمقاً من ذي قبل, ولعل تفسير ذلك يكمن في الخبرة التراكمية التي اكتسبها المجلس على مدى دوراته الأربع, توسعة قاعدة العضوية التي بلغت 150 عضواً في الدورة الحالية, والهامش الأوسع في حرية التعبير عن الرأي الذي تحظى به وسائل الإعلام على نحو غير مسبوق في المجتمع السعودي. بالطبع ليس هناك إجماع بين المراقبين على تلك الصورة للمجلس, لكن على الرغم مما يأخذه بعضهم على جدول أعمال مجلس الشورى وتوقيت قراراته, هناك فيض من الطروحات الرصينة الهادفة تناقش تحت سقف قبته بأسلوب راق منظم يكفل في المجمل فرصاً متكافئة للرأي والرأي الآخر.تلك الضوابط في النقاش على قدر كبير من الأهمية، إذ إن المجلس في دراسته للأنظمة واللوائح إنما يضع قواعد لبناء عمل مؤسسي ينظم حياة أفراد المجتمع على اختلاف مشاربهم وأعمارهم ومعيشتهم لعقود طويلة قادمة بإذن الله. لذا كان من الضروري ضبط النقاش على نحو يكفل عدالته واعتداله دون غلو أو شطط. في ذلك السياق لا تقف آلية إدارة جلسات المجلس وحدها ضابطا يكفل سلامة الحوار وأمانته العلمية, بل هناك عوامل أخرى يعضد بعضها بعضاً. من بين تلك العوامل القسم الذي يؤديه كل عضو في المجلس قبيل مباشرة عمله, وحسن اختيار أولئك الأعضاء بناء على سجلهم المهني وتزكيتهم. غير أن تلك العوامل والتحوطات قد تخفق في بعض الأحوال, إذ قد ينسى عضو المجلس القسم الذي أداه مثلا, أو تخترق آلية النقاش المتوازن بحيث يحجب الرأي الآخر لسبب ما, ومن ثم تصبح هناك حاجة إلى عامل ضبط آخر ربما أكثر فاعلية من الضوابط الأخرى, ألا وهو تذكير أعضاء المجلس عند استهلال كل جلسة بالله سبحانه وتعالى وباليوم الآخر, وأن من صفات المؤمن ألا يقول إلا التي هي أحسن, وأن رب العزة والجلال أعد أجراًً عظيماً لأولئك المؤمنين الذين يقولون قولاً سديداً . إن قراءة بضع آيات من القرآن الكريم في مطلع كل جلسة تضفي بلا شك جواً من الطمأنينة والسكينة في رحاب القاعة وروحانية تسمو بنفوس الحاضرين، وهو ما يضع حائطاً شاهقاً يحرس حقوق المجتمع ويحميه من أي تجاوز أو تعد على حدوده.أمامنا نموذج في عصرنا الحاضر لتلك السكينة والروحانية نشاهدها في المجالس العامة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, إذ استن - حفظه الله - سنة حسنة بافتتاح لقاءاته الأسبوعية مع المواطنين بتلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرح موجز لها لاستخلاص بعض ما فيها من دروس وعبر. إلا أن ما أدعو إليه هنا في مجلس الشورى، أن يتناوب أعضاء المجلس حسب الترتيب الأبجدي على قراءة عدد من الآيات الكريمة عند افتتاح كل جلسة في مدة لا تزيد على ثلاث دقائق مثلاً، ذلك أن تلك القراءة ستكتب عملاً صالحاً لمرتلها, وأجراً للمنصتين إليها, وبركة في عمل المجلس.
الرابط
القرآن وجلسات الشورىالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
725019النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5489الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودصالح بن عبدالله بن حميد
محمد بن ابراهيم الجبير
المؤلف
محمد بن عبدالكريم بكرتاريخ النشر
20081021الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية