العالم بحاجة إلى مجلس أمن اقتصادي
التاريخ
2008-10-26التاريخ الهجرى
14291026المؤلف
الخلاصة
يمر العالم حاليا بأزمة مالية عميقة تهدد المكتسبات العظيمة التي حققتها البشرية خلال القرن الماضي، سواء بالجانب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي فنحن نشاهد أهم ركيزتين للنظام الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهما الديمقراطية والرأسمالية، تتعرضان لامتحان شديد القسوة جراء الأزمة المالية التي تعصف بالعالم حاليا.وبغض النظر عن أسباب هذه الأزمة أو الكارثة المالية التي تهدد بأن تتحول إلى مشكلة اقتصادية عالمية تتسبب في ركود اقتصادي وبطالة عالمية وتدني الإنتاجية وزيادة الفقر والعنف، التي يرى البعض أن أسبابها أسباب سياسية تتمثل في سعي الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي إلى التشجيع على تحرير أسواق المال ومؤسسات التمويل من القيود، وسن القوانين كما يفعل الديمقراطيون لتسهيل الإقراض الإسكاني للمواطنين وتحرير الأسواق، كما فعل الجمهوريون بإلغاء قانون جلاس ستيجل الذي كان يفصل بين البنوك التجارية وبنوك الاستثمار في عمليات التمويل الإسكاني، ومن يرى أن السبب مالي بحت نجم عن الجشع وعدم ممارسة الحذر في الإقراض والاعتقاد السائد بأن العقار الذي بنيت عليه السندات وما اشتق منها من أدوات هو أصلا لا يمكن أن تنخفض أسعاره كان هو الخطأ المميت مثل ما كان الاعتقاد خلال القرن الماضي أن أزمة الديون في أمريكا اللاتينية كان سببها الاعتقاد بأن الدول لا تفلس، ما سبب خسائر وأزمة مالية عاصفة خلال العقد الأخير من القرن الماضي.بغض النظر عن الأسباب، فإن الوضع الراهن والغموض الحالي حول حجم الأزمة وعمقها ونتائجها المتوخاة يتوجب على الجميع الحذر الشديد ودعم النظام المصرفي الذي هو أساس الاقتصاد والإنتاج لما يقوم به من دراسة للمشاريع وتحويلها، وكذلك الحفاظ على استقرار وسلامة سوق المال (الأسهم) من تزعزع الثقة وهروب المستثمرين المحليين والأجانب من هذا السوق الذي يمثل حجر الزاوية في جمع المدخرات وتنميتها وتقديم التمويل الميسر بالمشاركة في رؤوس أموال الشركات الجديدة والقائمة.إن المطلوب حاليا هو النظر إلى الأمد القصير وليس الطويل، وزرع الثقة والمصداقية والوضوح في التزام الدولة بضمان الودائع في البنوك المحلية، وضمان القروض البينمصرفية بين البنوك والإعلان عن وقف الاكتتابات ووضع ودائع حكومية في البنوك التجارية السعودية.إن الأمد القصير هو الأهم حاليا، وكما قال أبو الاقتصاد الحديث اللورد جون ما ينارد كينز إن....
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
725301النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5494المؤلف
عبد العزيز بن نايف العريعرتاريخ النشر
20081026الدول - الاماكن
السعوديةامريكا اللاتينية
الرياض - السعودية