الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الدعوة للحوار. . وثقافة المجتمع
التاريخ
2008-12-15التاريخ الهجرى
14291217الخلاصة
من أسباب خلق العباد وسنن الطبيعة التي جُبل الناس عليها-الاختلاف-(ولا يزالون مختلفين يدرك قيمة تلك الطبيعة من وهب ميزة التعمق علماً وتفكراً. ولعل دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار مع النفس تتبنى الضرورة التكاملية المتكونة من التفاوت بين الناس واختلافهم، ونفعها الممتد للغاية الخيرية(عمارة الأرض). والحوار بما هو اختيار المواجهة السلمية مع النفس والآخر وبوصلة الالتقاء والتكامل والتبادل فقد أصبح ضرورة إنسانية وحضارية ودينية، فالنفس المتسامحة المتواصلة تستمد جوهرها من الرصانة الداخلية ذات الأفق الواسع الذي يحمل حب الخير والسلام للإنسانية، والسمو الفكري المبتعد عن السطحية والنفعية والأثرة والأنانية. وقد دعا الإسلام للحوار وفتحه على كافة الأصعدة، بما أنه سمح بالاجتهاد واعتمد العقل والبرهان سبيلا منطقيا للإقناع، مثاله مع النفس (فقال لصاحبه وهو يحاوره)، ومع الآخر (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم) وذم في المقابل السائرين على نهج آبائهم. وإذا كان الحوار دلالة التفاهم والتفاوض فهو صورة من صور الكلمة الطيبة التي هي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وأفضل الأساليب المعبرة عن الأفكار لبقائه عالقاً في النفس مؤثراً فيها. وتترسخ ثقافة الحوار بالإيمان بها كثقافة مجتمعية وبدهية، على أن يتم غرسها بإخضاع كافة المنظومات الفاعلة والمنتجة للثقافة العامة للفحص والمراجعة والنقد والتقييم وفرز ما هو إنساني لاعتماده، عما هو من موروثات التعصب والكراهية والاستعلاء والاستبداد لطرحه وإبعاده. وتتجلى الموضوعية التي هي ألزم شروط الحوار في التخلي مؤقتا عن كل القناعات السابقة والسعي لطلب الحق أينما كان، والقرآن الكريم طالب الرسول عليه الصلاة والسلام بالقيام بذلك(وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبين) فالتوقف عن النظر لذواتنا نظرة اصطفائية وللمختلف نظرة تحقيرية يُنتج الانفتاح على تعدد الرؤى والثقافات، وتوسعة مساحة الممكن، وانزياح تأزم علاقتنا التاريخية مع الواقع والمعتقد، والاعتراف بفكرة المواطنة. وباعتماد الموضوعية يتجلى مبدأ النسبية المبتعد عن الطوباوية والمحترم للرأي الآخر، ولعل صورته تنضح بوضوح في قول الإمام الشافعي:قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواببالثناء وحده على دعوة الملك -حفظه الله- لن نصل لمجتمع مؤمن بالحوار، بل باعتماد خطة واسعة وشاملة لكل المؤسسات المكونة لثقافة المجتمع وأهمها:المؤسسة الدينية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام لتوظيفها توظيفاً عملياً. مقترحي المتواضع لوزارة التربية والتعليم - وهي تخطو خطواتها التطويرية-إدراج منهج (فن الحوار) وتدريسه بطريقة فنية، تنقله من أسلوب السرد والوعظ والإرشاد اللاهج بالأمر وواجب التنفيذ، إلى أجواء الموقف التعليمي، يمارس الطالب فيه حرية إبداء الرأي والنقد وبوجهة نظر فردية تحترمه وتنظر له بعين الثقة والمسؤولية، وبجدارته في وضع الاقتراحات والحلول. ولعله من الحكمة رؤية نتيجة تعطيل الحوار؛في الخبر المنقول من الزميل ناصر حبتر بتاريخ 15/11عن ضرب طبيب سوري ضرباً مبرحاً من زوج مريضة لسؤاله عن جنسيتها!!فحجم تفاعل المعلقين تأييداً للعنف والقوة يجعل التساؤل جديراً بالإعلان؛ ألسنا أحق الناس بتسريع توظيف ثقافة الحوار ! 0 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
725525النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
0الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالحوار
الحوار الوطني
السعودية. وزارة التربية والتعليم
السعودية. وزارة الثقافة والاعلام
القيم الاسلامية
المجتمع السعودي
تاريخ النشر
20081215الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية