الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نعم من نحن بدون المواطن
الخلاصة
أفق الشمس نعم من نحن بدون المواطن د.هيا عبدالعزيز المنيع أكد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة مرتكز العمل الحكومي المنطلقة من تأكيده أن أي مسؤول مهما كبر منصبه أو صغر لم يأت إلا لخدمة المواطن. تلك حقيقة لا بد أن يعرفها الجميع، دون استثناء، نعم المعلم لم يكن ليعمل لو لم يكن هناك طلبة والطبيب يعمل بوجود المرضى والوزير يعمل لوجود مواطن يحتاج خدمات قطاعه، والعسكري يعمل لأن المواطن يحتاج للأمن. الجميع يعمل لصالح الجميع، تلك هي الحقيقة ولكن للأسف بعضنا لا يدركها كما يجب أو لا يعمل وفق تلك الفلسفة. ويعتقد أن الكرسي حق مشروع له لأنه يحمل مؤهلا علميا مناسبا أو لأن صفته الاجتماعية تعطيه وجاهة تليق بهذا الكرسي. أتمنى من الوزراء أكثر من غيرهم العمل على تحقيق تلك الحكمة على أرض الواقع بشكل أكثر عملية، نعم البعض يعمل لدرجة أنك تشركه مع أهلك في دعائك وقت صلاتك. تلك المقولة تختصر مجموعة من قيم العمل التي لا بد من غرسها في الكبير قبل الصغير في الوزير قبل حارس المدرسة. نعم ما زال بعضنا يعمل وفق فلسفة لا تتفق مع قيم العمل المعروفة، بعضنا يعطل تنفيذ القرار الحكومي كما قلت في مقال سابق ليس لأسباب منطقية، ولكن لتهاون البعض، وحرصاً على سلامة رأس البعض الآخر، أو لأن بعضها يتعارض مع مصالح بعضهم أو لأنه يعتقد أن المواطن في خير دائم وإن لم يجد مقعداً جامعياً لابنه أو سريراً لأحد مرضاه أو وظيفة لابنته أو إيجار مسكنه. أتمنى تفعيل تلك الحكمة وجعلها فوق رأس كل وزير ووكيل ومدير فاعل ومؤثر في مؤسسته، تفعيلها والعمل وفق مدلولاتها يجعل القرار الحكومي منفذا، ويجعل المواطن هدف لكل عمل، ويحقق العدالة الاجتماعية، ويضعف الواسطة، ويعجل بالإصلاح، وغير ذلك مما يدفع عجلة العمل للأمام بدلاً من حالة الخمول لدى الكثير من الأجهزة الحكومية، حيث ضرورة الارتفاع بمستوى الأداء الوظيفي لصالح المواطن الذي يجد حقوقه تائهة بين بيروقراطية إدارية وتراكم ملفات خضراء وأوراق لا تسمن ولا تغني من جوع ولكنها فقط تأكيد أن بعضنا يعتقد أن الوظيفة وجدت من أجله وليس من أجل خدمة المواطن. لا بد من تفعيل تلك الفلسفة والتأكيد على العمل وفقها بحيث تكون مرتكز عمل الجميع وليس البعض، نعم الجميع لا بد أن يعلم حارس المدرسة أنه معني بها كما يعلم الوزير أنه معني بها، كما يعلم أستاذ الجامعة أنه معني بها كما يعلم الكاتب والصحفي أنه معني بها كما يعلم المؤذن والإمام أنه معني بها.. كما يعلم الطبيب أنه معني بها، وعامل النظافة معني بها.. لا بد أن تكون منهج عمل الجميع وليس البعض الجميع وليس فقط الوزراء لأن الجميع مسؤول أمام الله أولاً وأمام رئيسه ثانياً وأمام المواطن الذي لن يصل لحقوقه إن لم تكن تلك فلسفة عمل الجميع.
الرابط
نعم من نحن بدون المواطنالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
726401النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
13949الهيئات
مجلس الوزراء - السعوديةتاريخ النشر
20060902الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية