المملكة والهند .. مستقبل جديد
التاريخ
2006-01-25التاريخ الهجرى
14261225المؤلف
الخلاصة
من تركيا، فالصين، والهند، هذا التوجه السعودي للقوى القادمة العالمية، يعني التوسع في علاقات جديدة تتوافق وعصر العولمة عندما توسعت التجارة، وفاقت المعاملات الدولية لكل العصور، ولم تنحصر نسب القوة بين الدول بمركزها العسكري المتقدم، فألمانيا واليابان بلدان بلا إنتاج للسلاح وتصديره، أسوة بأمريكا وروسيا، ولكنهما الأفضل من حيث القدرة الاقتصادية، والهند والصين، وتركيا قوى قادمة نحن نحتاج إلى الاستفادة من خططها ونجاح اقتصادها وتقدمها العلمي.. هند غاندي ونهرو، والكوكبة التي عاصرت عهدهما كانت مرحلة التأسيس وما بعد رحيل الاستعمار البريطاني، ومع ذلك كان هناك حضور للهند في الأمم المتحدة، ومنظمة عدم الانحياز التي كانت أحد مؤسسيها، وكان الهنود مناصرين للقضايا العربية والعالم الثالث ضد ممارسات السوفيات والدول الغربية، لكنّ هند اليوم تختلف من حيث المضمون والهدف وحتى اللغة، أي أنها تجلس على المقاعد الأولى وفقاً لحجم اقتصادها مع القوى التقليدية، وهي في المشهد الدولي أحد من أفرزتهم ما بعد زوال الاتحاد السوفياتي، وتقهقر اقتصادات أوروبا وأمريكا، بل وأصبحت تحت المراقبة الدقيقة على الكيفية التي ستكون عليه مواقفها بعد أن تصبح قوة عظمى لتكون آسيا هي مركز الحركة الكونية في المستقبل البعيد.. والمملكة لا تتجه بوصلتها إلى موقع واحد، فهي دولة لديها إمكانات مادية كبيرة تريد تحويلها إلى تنمية بشرية وتقنية، وتوظيف عوائدها من النفط، ومستقبلاً من المعادن والمصادر الأخرى، إلى دولاب يتحرك نحو الاتجاه لتنويع اقتصادها وهو هدف يسعى للاستفادة من جميع الدول المتقدمة، أو التي ستصل إلى هذه الدرجات، ولم يكن الاتجاه لإرسال الآلاف من الطلبة إلى كل أنحاء العالم بما فيها الهند، إلاّ لمعرفة المدارس العالمية في التطور، وفهم تجارب تلك الشعوب، وهي خطوة، بالمفهوم الواقعي للتقدم في جعل أجيال المملكة جزءاً من المنظومة الكونية التي تعطي وتأخذ على قاعدة تبادل المصالح وبدون عُقد مسبقة، أو مواقف سياسية يترتب عليها فرز العدو من الصديق، وإنما على مبدأ التكافؤ والعطاء.. منطقتنا العربية عاشت حالات مدّ وجزر طيلة ما يزيد على نصف قرن، ولا تزال بلا استقرار بمعنى أنها لم تملك الخطوات التي قطعتها دول تتقدم بصورة مستمرة، لأنها فرضت القانون الذي يساوي بين الجميع، والاهتمام بجعل إمكاناتها تتجه إلى فرض الفرص واستغلالها، بما في ذلك بناء قواعد صناعية استراتيجية لتصبح داخل السوق العالمي بمنتجاتها، وحضورها المنافس للسلع التي طالما احتكرت السوق، لكن ما يؤلم أن الأمة العربية انشغلت بالسياسة على حساب إيجاد مخارج لأن تكون جزءاً من العالم الثاني الزاحف للعالم الأول، ولم تنجح حتى الآن.. وحتى تكسب متعاملين معك مثل دولة الهند وغيرها، فلا بد أن توفر المغريات التي تجعلك مركز الاهتمام، وبالتأكيد فوجود ما يزيد على مليونيْ عامل هندي في المملكة، هو في حد ذاته قيمة مضافة للبلدين، هذا عدا علاقات مختلفة في مجالات متعددة بما فيها الاستثمارات وتبادل الخبرات، ونمو الصادرات بينهما، والمستقبل يتسع لأكثر من ذلك طالما هناك مصالح تتجدد وتنمو وفق حاجة البلدين لبعضهما..
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
729885النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
11912الموضوعات
الاستثمارالاستثمارات
التبادل التجاري
السعودية - العلاقات الخارجية
العلاقات الاقتصادية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
المؤلف
محمد الوعيلتاريخ النشر
20060125الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية