الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
خادم الحرمين ... إنك شيخ جليل
التاريخ
2008-11-19التاريخ الهجرى
14291121المؤلف
الخلاصة
لست ملكا يا خادم الحرمين.. إنك شيخ جليل تبحث عن العدل أينما كان, هذا ما تقوله سياستك ومواقفك داخل المملكة وخارجها, وتقوله ايضا خطبك وكلماتك ان السلام هو العدل, وأن العدل ولاشيء آخر هو راحة القادة والساسة وشيوخ السياسة, وانه كما قال القدماء بصدق «العدل اساس الملك». نعم.. خادم الحرمين شيخ جليل زهد بزخرف الدنيا وزينتها, وادرك ان ذلك هو «الزبد» الذي «يذهب جفاء», وانه لا يبقى ولا يمكث في الارض الا «ما ينفع الناس», هكذا أنت دائما يا خادم الحرمين تعيش لترى أعمالك سبقت أقوالك.. وما كان لهذا اللقاء الذي التأم في نيويورك تحت لافتة «حوار الحضارات», ما كان له ان ينجح لولا ان بلادك هي الداعية له, بل ما كان لينجح لولا انك انت الداعي ومعك ثقل تلك الارض, ارض الحرمين. لقد استطاع من له قدرات إعلامية ضخمة ان يرسم صورة قاتمة لبلاد الحرمين واهلها, بل ولمسلمي العالم كله, تصورهم بأنهم يحاربون الاديان كلها باستثناء الاسلام, وانهم يريدون قتل النصارى وذبح اليهود, وأتباع كل ملة تختلف عن ملتهم او دينهم, وغرست تلك الآلة الاعلامية الجبارة في أذهان شعوب العالم ان المسلمين ينظرون الى سائر الديانات الاخرى غير الاسلام على انها ديانات كفار وخارجين عن الملة, وانهم يحتقرون الآخر ويكفرونه ويرفضون حتى التحاور معه. هكذا صورونا في الخارج, ورغم التجني الكبير الذي وقع علينا, والنظرة الظالمة والمشوهة التي بات الآخرون ينظرون الينا بها, فاننا اعطيناهم المبررات ليفعلوا ذلك ويرسخوا تلك النظرة, عبر مجموعة من الجهلة لدينا ممن فسروا دين الله وفق مرئياتهم السقيمة, وأوّلوا النصوص تبعا لمساراتهم السياسية المنحرفة, واعرضوا عن كل ماجاءت به الشريعة الغراء من دعوة الى التسامح والتعايش والائتلاف بين بني البشر, بل نعتقد ان هذه الشريعة العظيمة هي اول من اطلق الدعوة الى «العولمة» التي تروج كثيرا هذه الايام, وذلك في قول الله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» وهي الآية الكريمة التي حرصت يا خادم الحرمين على ان تختم كلمتك بها امام مؤتمر حوار الحضارات, لتعيد تذكير العالم بأننا اول من دعا البشرية الى السلام والمحبة و «التعارف» والتآلف, حتى لو خرج من بيننا اناس يناقضون كل هذه المبادئ والقيم الرفيعة, فانهم يظلون في النهاية «افرادا» يمثلون انفسهم, ولا يمثلون أمتهم او دينهم.. ولم يفتك ايضا....
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
730884النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12941الموضوعات
التعددية الدينيةالسعودية - الأمن الوطني
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
مكافحة الارهاب
الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
أحمد الجار اللهتاريخ النشر
20081119الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية