الاستقلال والتعاون العربي
التاريخ
2006-05-28التاريخ الهجرى
14270501المؤلف
الخلاصة
لم يجتمع اللبنانون بطوائفهم ومشاربهم الفكرية الاعلى مبادئ الاستقلال والتعاون العربي والديموقراطية، وهي قواعد نهائية لحياتهم العامة. اما ما يسمى اليوم بالنظام الأمني العربي، الذي يكثر فيه الاعتماد على الأجهزة الأمنية، فقد كان ولا يزال مرفوضاً من غالبية المواطنين الساحقة. ولأن الرئيس فؤاد شهاب كان متأثراً بنظام حليفه الكبير الرئيس جمال عبدالناصر، فقد عمل على توسيع سلطة الأمن والمخابرات على حساب المفهوم الليبرالي للحكم. وقد واجهته لذلك حملات شديدة منعته من التجديد لعهده وكان أفتك سلاح في وجهه .. تلك التي شُنت عليه في الصحف اثر استشهاد المناضل الفلسطيني جلال كعوش بفعل التعذيب أثناء التحقيق معه. الى ذلك اليوم وتلك الحادثة تعود ذاكرة اللبناني الآن وهم يواجهون شبح عودة النظام الأمني المعتمد على المخابرات الى لبنان بعد أن قاومته الحركة الشعبية اللبنانية والأحزاب والصحف في واحدة من أروع صفحات الديموقراطية. لقد كان التشخيص الفكري لمحاولة المخابرات الشهابية قمع المعارضة للتجديد بالقوة للرئيس العسكري، انها عملية استيراد لنظام مخابراتي إلى لبنان تحت وهج شعبية الرئيس عبدالناصر وامتداداتها ومن هنا كان وصف المحاولة المخابراتية آنذاك التي سقط جلال كعوش فيها قتيلا بالانعزالية الجديدة في لبنان أي تلك المحاولة لتشويه صورة الحركة الشعبية اللبنانية وصمود المخيمات الفلسطينية بقوة الوهج الشعبي لتيار الرئيس عبدالناصر المستغل من الجهاز الأمني اللبناني آنذاك. ولكن الرأي العام اللبناني والفكر اللبناني والديمقراطية اللبنانية، كانت أقوى من أن تنهزم في هذه المعركة أو أن تتراجع فظهرت الديموقراطية أقوى مما كان يحاك لها وخرجت اللبنانية والعروبة والفلسطينية الصادقة منتصرة جميعاً بقوة الديموقراطية اللبنانية والفكر اللبناني - العربي الأمين للثوابت. أما وصف الشهابية بالانعزالية فقد قام على أن ما كان يسمى في الماضي أو في عهد الانتداب الفرنسي بالانعزالية أي الدعوة إلى الابتعاد عن العروبة عبر تحريك غرائز الخوف المسيحي من الكثرة العددية الإسلامية، كان على علاقة أسهل من الانعزالية الجديدة التي جاءت إلى الحكم مع القائد العسكري فؤاد شهاب وأجهزته حيث عمدت هذه الى تبني النظام الأمني المخابراتي السائد في بعض الأنظمة العربية، نظاماً في لبنان. أي أنها تحالف عروبة الأجهزة الأمنية بصورة خاصة بدلاً من عروبة العفوية....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
732110النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13852المؤلف
منح الصلحتاريخ النشر
20060528الدول - الاماكن
العالم العربيالولايات المتحدة
دار العلوم
سوريا
فرنسا
لبنان
باريس - فرنسا
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
واشنطن - الولايات المتحدة