الملك عبدالعزيز نموذج للقائد العصري .. اليوم الوطني : عزيمة الرجال قهرت شح الموارد وانتصرت على تعقيدات الجغرافيا
التاريخ
2006-09-23التاريخ الهجرى
14270830المؤلف
الخلاصة
الملك عبدالعزيز نموذج للقائد العصري .. اليوم الوطني: عزيمة الرجال قهرت شح الموارد وانتصرت على تعقيدات الجغرافيا تحقيق - علي خالد الغامدي تصوير - محسن سالم عندما بدأ الملك عبدالعزيز تأسيس مشروعه الوطني الكبير (المملكة العربية السعودية) وضع في برنامجه ثلاثة أهداف كبرى: محاربة الجهل، والفقر والمرض، وكان تحقيق هذه الأهداف في حاجة إلى ما يشبه المعجزة (حيث الامكانات المادية شحيحة، وحيث البلاد مترامية الأطراف، وحيث لا يمكن لأمة أن تواجه الحياة في مراحل تأسيسها الاولى وبها هذا الثالوث الخطير) الذي يفتك بحياتها، وعقولها، وجسدها وهو ثالوث (الفقر، والجهل، والمرض) فكان لابد للملك المؤسس أن يجمع رجاله، ورموزه، وقيادته لوضع خطة عمل تواجه هذا الثالوث الخطير الذي يفتك بهذه الأمة، ويقضي على آمالها وطموحاتها الفتية فكانت أهم خطوة لدى الملك عبدالعزيز لانشاء هذا الكيان أن يبدأ اولاً بمحاربة الجهل، والفقر، والمرض، وهذا ما فعله الملك عبدالعزيز فأعطى الأولوية لمواجهة الجهل (في أي مكان).. وأعطى الاولوية لمواجهة الفقر (في أي مكان)..واعطى الاولوية لمواجهة المرض (في أي مكان).. تحديات الملك المؤسس واجه الملك عبدالعزيز في بداية تأسيسه للمملكة العربية السعودية ظروفاً اقتصادية واجتماعية وجغرافية غاية في الصعوبة.. اقتصادياً كانت المملكة ضعيفة الموارد بينما المطلوب للدولة الفتية موارد ضخمة لتتمكن من اقامة بنياتها على أسس قوية.. واجتماعياً كان الجهل، والفقر والمرض يتربص بها في كل مكان: من وسطها، إلى شمالها، إلى جنوبها، إلى شرقها، إلى غربها، ولا يوجد خطر داهم على دولة فتية كما خطر الجهل، والفقر، والمرض.. وجغرافياً كانت المملكة العربية السعودية (قارة) واسعة، شاسعة، مترامية الأطراف، وكان اقامة الخدمات، والمرافق، والمنشآت يحتاج إلى شبه معجزة: معجزة مالية ومعجزة بشرية، ومعجزة إدارية تدير هذه القارة.. كان التحدي الأكبر، والأضخم، والأهم هو توحيد هذه القارة في وطن واحد، وكانت عزيمة الملك عبدالعزيز بإيمانها تدفعه لتوحيد هذه القارة حتى تحقق له هذا الحلم، وهذا الأمل، وهذا الإيمان ليكون الاسم الجديد لهذا الكيان هو (المملكة العربية السعودية) منذ حوالي ثمانية عقود.. وبعد مرحلة التوحيد (الذي يُعد أول وحدة حديثة في التاريخ) جاءت المهمات الصعبة لبناء الدولة الحديثة اقتصادياً، واجتماعياً، وتعليمياً، وصحياً، وهي المهمات التي خاضها الملك المؤسس بكل روح الإيمان، وكل روح الاخلاص، وكل روح الرغبة الصادقة في بناء هذا الوطن المترامي الاطراف الذي توحد على يديه في وطن واحد.. وإلى جانب اهتمام، ورعاية، وعناية الملك المؤسس بمحاربة هذا الثالوث (الجهل، والفقر، والمرض) كان اهتمام المؤسس بوضع الأسس الإنسانية للدولة الحديثة: نشر الأمن في كل ربوع المملكة العربية السعودية (سهولها، ووديانها، وجبالها وصحاريها، وشواطئها، وفي الوقت نفسه نشر البذور الأولى لسياسة اللقاءات المفتوحة بين المؤسس، وأبناء الوطن وهو ما عرف بسياسة (الباب المفتوح) فيلتقي الملك عبدالعزيز برجاله، وابنائه، واخوانه من المواطنين من مختلف المناطق يتبادلون الرأي، والمشورة، وهو ما أثمر عن انشاء أول مجلس للشورى يكون - همزة وصل - مباشرة بين القيادة، وبين المواطنين لتأمين متطلبات مرحلة تأسيس هذا الكيان الكبير، واستطاع الملك عبدالعزيز عن طريق هذه السياسة الرشيدة أن يُرسي قواعد هذه الدولة الفتية التي أصبحت كياناً كبيراً (ربط طموحه يتجاوز ظروفه الصعبة المادية، والجغرافية لينجح المؤسس في عملية البناء الأولى، ويصبح اسم المملكة العربية السعودية رمزاً من رموز الأمن، والاستقرار بعد ان عاشت سنوات، وسنوات مشتتة ومتفرقة. قصة توفير الأمن، والاستقرار في بلد يُشبه القارة كان هو معجزة الملك عبدالعزيز الاولى، وتحقق هذا الأمن، والاستقرار مع مولد المملكة العربية السعودية.. قبل ذلك كانت فرق قطاع الطرق تترصد بأبناء هذا الوطن فيسلبونهم أي شيء يحملونه معهم، أو يقومون بقتلهم إذا واجهوا مقاومة من أحد فجاء الأمن ليعيد للسكان طمأنينتهم، وليصبح في امكانهم التنقل بين اجزاء المملكة في أمان مهما كان ما يحملونه من مال، أو بضائع، واختفى قطاع الطرق، وبدأ السكان يتحدثون عن هذا الأمان، والاستقرار، ودوره في حياتهم، وعملهم، وتجارتهم، وتنقلاتهم حتى أصبح هذا الأمن حديث المواطن، والمقيم، والزائر.. نشر التعليم في بلد مترامي الأطراف، شاسع المساحات، متشعب التضاريس كان أشبه بالمعجزة، (اضافة لغياب الموارد، وانعدام الطرق الممهدة، والمسفلتة).. ورغم ذلك انتشرت المدارس، والمعاهد انتشاراً لبّى متطلبات تلك المرحلة الهامة من بداية تأسيس المملكة.. كان المدرسون يصعدون للجبال بواسطة الدواب، أو على أقدامهم، ويهبطون للسهول، والوديان
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
732263النوع
تحقيقرقم الاصدار - العدد
13970المؤلف
علي خالد الغامديتاريخ النشر
20060923الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية