الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تفعيل العلاقات السعودية - التركية .. ثنائيا وعربيا وإسلاميا
الخلاصة
تفعيل العلاقات السعودية - التركية ..ثنائياً وعربياً وإسلامياً • في الكلمة الترحيبية التي ألقاها السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في حفل العشاء التكريمي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في قصر دولمة بخشة التاريخي، المطل على أحد أهم المضايق المائية في العالم - مضيق البسفور- عبَّر رئيس الوزراء التركي عن تطلعاته وبلده (الجمهورية التركية) إلى نوعية العلاقات الثنائية التي يمكن تفعيلها، واستثمارها بين المملكة وتركيا، لما يخدم ليس فقط مصالح البلدين الذاتية، بل والقضايا الإسلامية والإقليمية. • ففي المجال التجاري مثلاً، يبين السيد أردوغان أن حجم التعاون الحالي ليس كافياً في ظل معطيات عدة.. أهمها: قدرات وثقل البلدين (المملكة وتركيا). (وقد وصل - كما ورد في خطاب أردوغان - حجم العمل التجاري بيننا إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي، ولكننا لا نرى هذا الرقم كافياً، ونعتقد أنه لا يعكس قدرتنا وإمكانياتنا.. ونحن ندعو إخواننا السعوديين أن يستفيدوا من فرص الاستثمار الموجودة في تركيا، وأن يسعوا إلى استثمار أكثر وأكثر). • كلا الفضائين - السعودي والتركي - زاخران بالفرص التجارية والاقتصادية المحفزة لتعاون أكبر. فالمملكة أرض استثمارية واعدة سواء في مجال الإنشاءات أو النفط أو النقل. وتركيا غنية جدًا بالفرص الاستثمارية في مجالات السياحة والفندقة والزراعة والصناعة والمياه. وتمثل الجمهورية التركية في واقعها الحالي وزمنها المستقبلي أرضاً واعدة جداً لعلاقات تجارية واقتصادية مزدهرة، وفرصاً استثمارية ضخمة، خاصة وأن السنوات الأربع الأخيرة شهدت اسقراراً اقتصادياً مميزاً بعد أن تولى حزب العدالة والتنمية تشكيل الوزارة في تركيا، ووضع سياسات حازمة في الحفاظ على المال العام وثروات تركيا، وإيقاف نسبة التضخم، ومحاربة الفساد المالي والإداري. • فلأول مرة في تاريخ تركيا المعاصر تنخفض نسبة التضخم من خانات مئوية خيالية إلى نسبة أحادية، حيث بلغت نسبة التضخم في عام 2004م، أي بعد عامين فقط من تولي حزب العدالة والتنمية الحكم 9.4% ، بعد أن كانت في سنوات ماضية تبلغ قرابة 150%. ولم يأتِ ذلك هكذا خبط عشواء، بل نتيجة لتخطيط اقتصادي استراتيجي بتعديلات اقتصادية وإدارية أصدرتها حكومة السيد رجب طيب أردوغان، فتحت أبواباً عدة لمجالات اقتصادية مبشرة وواعدة، وأعادت كثيراً من الثقة في قدرة الحكومة التركية على ضبط الفساد المالي والإداري، وتوفير مناخات استثمارية آمنة. ومن تلك الخطوات الجادة والناجعة التي اتبعتها حكومة أردوغان إيقاف تدهور سعر صرف الليرة التركية مقابل العملات الصعبة، وعلى رأسها الدولار، والتي بلغت أرقاماً فلكية، وذلك بإصدار عملة تركية جديدة هي بنفس المسمى، ولكن باختلاف القيمة الشرائية والصرفية، فمنذ الأول من يناير من عام 2005م بدأ التداول في كل تركيا وخارجها بالليرة التركية الجديدة Yeni Turkli. • ومن منظور آخر لزاوية من زوايا مجالات التعاون السعودي- التركي، ذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله: (أن مصلحة البلدين- بل ومصلحة المنطقة بأسرها - تتطلب تعزيز هذه العلاقات ودعمها. إننا ندرك أهمية الموقع الاستراتيجي لتركيا بين الغرب والشرق، ونقدر الدور الهام الذي تقوم به في الحوار بين الحضارات، كما إننا ندرك أن لتركيا الكثير من العلاقات المتميزة عبر العالم كله، ونحن نشهد بتقدير كيف تستعين تركيا بهذه العلاقات لخدمة الأمن والاستقرار في المنطقة). • المزايا التي تتمتع بها تركيا جيوبولوتيكياً وحضارياً، والتي أشار إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، دفعت دولاً كبرى في العالم للصراع والتنافس من أجل كسب تركيا إلى جانبها. فأيام الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي - حلف وارسو- بقيادة الاتحاد السوفيتي، والمعسكر الغربي- حلف الناتو- بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مثلت تركيا بموقعها الجيوستراتيجي محوراً من محاور الصراع البارد الساخن بين الطرفين، ومع انهيار المنظومة الشيوعية، وتفتت الاتحاد السوفيتي، وذوبان المعسكر الشرقي لم تخبُ أهمية تركيا خاصة بعد نجاح رئيس الوزراء والرئيس التركي السابق تورجوت أوزال في إعادة توجيه بوصلة السياسة والمصالح التركية جهة الشرق، مع إبقاء اتجاهها الغربي فيما كان يعرف بمحور العالم التركي، الذي كان يسعى إلى إقامة سوق تركية - إسلامية كبرى تضم دول وسط آسيا التي استقلت - بعد انهيار الاتحاد السوفيتي - وتركيا، إضافة إلى إعادة الحرارة والدفء إلى العلاقات العربية - التركية، والإسلامية - التركية من خلال الزيارات والمعاهدات والاتفاقيات العديدة التي وقَّعتها تركيا مع بعض الدول العربية والدول الإسلامية. • وحرارة ودفء العلاقات بين تركيا ومحيطها الإسلامي والإقليمي يشهدان حالياً دفعًا أكبر من قِبل
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
732713النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15815الموضوعات
التبادل التجاريالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي
العلاقات الاقتصادية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
تاريخ النشر
20060811الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الغرب
تركيا
دول منظمة المؤتمر الاسلامي
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية