الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لا مبالاة وانعدام إحساس أمريكي بخطورة الوضع في الشرق الاوسط
الخلاصة
عدد قليل من حالات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط, هي التي ترقى إلى أن تكون أكثر من فرصة للمتقاتلين لإعادة التسلح والاستعداد. غير أنه لم تكن هنالك حاجة إلى وقف لإطلاق النار كتلك الحاجة الماثلة الآن في لبنان. لا يعود ذلك فقط إلى المعاناة التي يتكبدها المدنيون على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان، بل كذلك لأن الصراع على وشك الانتشار كألسنة اللهب عبر المنطقة, من خلال ما تؤججه للمشاعر تدمير إسرائيل الهائل, لبلد عربي في ظل تأييد كامل من إدارة أمريكية, تدعي أنها حليف للبنان. وعلى سبيل التأكد، بدأت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية جولتها في المنطقة بزيارة إلى بيروت، مانحة تلك العاصمة الممزقة نفسا قصيراً. ولكن بمجرد أن غادرت الوزيرة متوجهة إلى القدس، استأنفت إسرائيل قصفها الجوي لضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، المنظمة الشيعية الإسلامية جيدة التسليح. كانت الرسالة التي حملتها الوزيرة الأمريكية إلى طرفي النزاع هي أنه: لا سبيل إلى العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل اندلاع المعارك. وقالت إن على حزب الله الانسحاب من المناطق الحدودية، وأن يتخلى عن أسلحته، وأن يعيد الجنديين الإسرائيليين اللذين احتجزهما قبل أسبوعين مشعلاً فتيل هذا النزاع. إن فرص تحقيق ذلك، كما على إسرائيل أن تعلم، هي صفر. وتشكل حزب الله بسبب الغزو لإسرائيلي للبنان في 1982. وأدت حرب العصابات الرشيقة والذكية و الشديدة في الوقت ذاته, إلى اضطرار إسرائيل في النهاية إلى مغادرة لبنان في 2000. ويبدو أن الولايات المتحدة تتجاهل الواقع الصعب للمنطقة، وتبدو مقتنعة بأن الدبلوماسية على وشك أن تحقق بوسائل أخرى، الأهداف التي لا يمكن أن تحققها الحرب التي تشنها إسرائيل. والواقع أن إدارة الرئيس بوش تدخل في مقامرة كبرى. وتؤكد رايس بقوة على أننا نشهد آلام مخاض ولادة شرق أوسط جديد ، في مجاز سيئ الطالع يظهر على خلفية من أصوات قعقعة الموت, في بلد بدأ باستعادة عافيته ونشاطه أخيراً في توجه مؤيد للغرب. غير أن الأمر المهم أكثر هو أن هذه الحرب يمكن أن تنتشر ليس فقط بجذب حماة حزب الله في سورية وإيران. أشعل الهجوم الإسرائيلي على لبنان الأغلبية الشيعية في العراق, التي تمثل الفئة التي تحول دون انهيار الاحتلال الأمريكي للعراق. ويستعد جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر الذي تم تشكيله اقتداء بحزب الله، والذي قاتل أثناء حصار مدينة النجف في 2004، لانتفاضة جديدة. وهنالك تقارير تفيد بأنه حتى أية الله العظمى، علي السيستاني، الزعيم الروحي للشيعة الذي يتولى أمر الحوزة الشيعية في العراق، على وشك سحب تأييده الصامت والحيوي للمشروع الأمريكي. وعلى ذلك، فإنه ليس هنالك من استغراب لهذا الإصرار الشديد من جانب رئيس الوزراء العراقي المحاصر، نوري المالكي، على وقف لإطلاق النار في لبنان. وكذلك هو الأمر بالنسبة للملك عبدالله بن عبد العزيز، عاهل السعودية، الذي حذر بالأمس رغم مخاوفه من الراديكالية التي تقودها إيران من أنه لن يكون هنالك خيار سوى الحرب ما لم توقف إسرائيل هجماتها على الفلسطينيين واللبنانيين. تحتاج الولايات المتحدة وأصدقاؤها إلى التعامل مع كل الأطراف في المنطقة بمن فيهم سورية وإيران. وكانت تلك هي الوسيلة التي استطاعت من خلالها واشنطن منع الحرب في 1996 إلى الانتشار إلى مثل هذا النطاق. غير أن انعدام التعامل مع الأمر بمستوى خطورته يعتبر لا مبالاة من الجانب الأمريكي.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
733542النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
4674الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمود بن حماد ابوشامة
علي السيستاني
كونداليزا رايس
نوري كامل المالكي
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية - العلاقات الخارجية - لبنان
الهيئات
حزب الله - لبنانتاريخ النشر
20060729الدول - الاماكن
اسرائيلالشرق الاوسط
العراق
الولايات المتحدة
ايران
دار العلوم
سوريا
فلسطين
لبنان
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
طهران - ايران
واشنطن - الولايات المتحدة