الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
أمريكا تتغير .. فهل نتغير ؟ !
التاريخ
2008-11-19التاريخ الهجرى
14291121المؤلف
الخلاصة
الأربعاء, 19 نوفمبر 2008أ.د. إبراهيم إسماعيل كتبيفوز أوباما توقعه وتمناه العالم تطلعاً لتغيير ، وقد سبقه إليه الشعب الأمريكي وجعله شعار المرحلة بعد 8 سنوات عجاف ، فالأمريكيون والعالم الواسع لم يتفقوا على شيء قدر اتفاقهم على كراهية سياسة بوش ، كما لم يختلفوا على شيء مثلما اختلفوا معه.ونحن العرب أبدينا ارتياحاً للرئيس الجديد بملامحه السمراء وأصوله الأفريقية ، ليس حباً لهذه الملامح وتلك الأصول ، فللعرب نظرة لا تزال غير متصالحة وغير ناضجة تجاههما وقد افترض البعض سيناريو كاريكاتوري عن وضع ومصير أوباما ووالده لو أنهما عاشا في دولة عربية ؟! ولكن الارتياح بفوزه له اعتبارات تتعلق بغطرسة سلفه ، والأمل بأن القادم بقناعاته ومعاناة حياته سيكون أكثر تفهماً بقضايانا وهنا بيت القصيد.لقد ذهبنا نحن العرب بعيداً في عواطفنا تجاه الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، ودائماً هذا حالنا في تقييمنا للأمور وللأشخاص والقرارات ، والنموذج الأمريكي مثال صارخ لطريقة تعاطينا ، فلا ننظر لما يجب علينا فعله ، ولا نستخدم ما لدينا من أوراق ، كما نحدث أنفسنا أكثر مما نحاور غيرنا ، وننتظر أن يحبنا الآخر ويتعاطف معنا ولو بكلمات قليلة لا تقدم ولا تؤخر .المصالح هي وراء التغيير في قناعات الشعب الأمريكي ، فأكثر من نصفه اختار أوباما رغم التشكيك فيه ، لأنهم يرون في ذلك مصلحة مباشرة لهم وحياة الطبقة الوسطى ، ومن صوّت لمنافسه رأى أنه يمثل مصلحة القوة والهيمنة الأمريكية وبطبيعة الحال مصالح الرأسمالية ومصالحها ونفوذها وامتيازاتها التي يدافع عنها ماكين . ولطالما طرب المواطن العربي لكل رأي إيجابي في أوباما ، ووضع يده على قلبه من احتمال فوز ماكين الذي أبدى كراهية لدولنا منذ أحداث 11 سبتمبر وأعلنها صراحة كسيناتور ، وبإسقاطات على العرب خلال الحملة الانتخابية عندما نزّه أوباما عن تعاطفه مع العرب وميله لجذوره الإسلامية!.في كل ذلك لعب الإعلام دوراً مؤثراً .. وكما افترض البعض وتخيل سيناريوهات لو أن أوباما نشأ في دولة عربية ، يمكن أن نفترض أيضاً : ماذا لون كانت حملة أوباما بدون تأثير الماكينة الإعلامية الهائلة التي تصنع نجوماً في كل مجال ، مثلما تكسر عظام وتطحن آخرين وتقضي على مستقبلهم بالديمقراطية أيضا.فالإعلام هناك صنع الرغبة لدى الأمريكيين في التغيير ، ثم قالت الديمقراطية كلمتها ، ولعل الإعلام أراد أن يجري الشعب الأمريكي عملية تجميل لوجه وصورة بلاده ، ولعله أيضا تعبير عن رغبة قوية في التخلص من عذابات الضمير تجاه تاريخ وبقايا عنصرية مخجلة ، وإعادة إحياء قيم أمريكية لم ينسوها لإبراهام لنكولن ، فكان أوباما ضالتهم المنشودة لعلهم يعيدون بعضا مما كان.لكن ماذا عنا وعن قضايانا ؟ وأين الاستراتيجية العربية للتعامل مع التغيير الأمريكي الذي بدأ بشخص الرئيس الجديد وأولوياته الداخلية . وهل ستخاطبه الأمة بصوت عال يفرض نفسه ، أم بضعف عربي يندى له الجبين ، وانقسام فلسطيني يغتال حياة الفلسطينيين وقضيتهم.إن ما يحرك أمريكا والعالم هو المصالح والقدرة على التعبير عنها ، وهذا يفسر لنا لماذا تملك إسرائيل قدرة سحرية على تحريك الداخل الأمريكي وتطويع سياسة واشنطن ومعظم العالم ، مع أنها كيان صغير محتل وسجلها بالغ الإجرام ، بينما أمتنا ذات الجغرافيا والتاريخ والإمكانات البشرية والاقتصادية والموارد الطبيعية لم تفلح في التأثير واستعادة الحقوق.إن أكثر ما يتمناه الإنسان العربي أن يخرج من اليأس بإصلاح البيت الكبير ووحدة الصف وقوة القرار الذي لا يتطلب بالضرورة توافقا عربيا كاملا ، وإنما القدرة على التأثير والتغيير ومراجعة دروس التاريخ القريب والبعيد ، والتعاطي مع المتغيرات بروح المبادأة ، ولعل ما يطمئن هو تحركات خادم الحرمين الشريفين ورؤاه التي تحمل روح المبادأة وترفض الانتظار ، وسواء تغيرت سياسة أمريكا أم لم تتغير ، تبقى لغة المصالح وعنوانها « من يدق الباب يسمع الجواب «.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
737417النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16646الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابراهام لينكولن
باراك اوباما
حمود بن حماد ابوشامة
المؤلف
ابراهيم بن اسماعيل كتبيتاريخ النشر
20081119الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة