الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الشعب السعودي يسقط بوعيه رهانات المزايدين
الخلاصة
الشعب السعودي يسقِط بوعيه رهانات المزايدينكلمة الاقتصادية عكس المناخ الاجتماعي الهادئ الذي ساد أرجاء المملكة كافة بعد مرور موعد الأراجيف التي سوَّق لها بعض المرجفين ـــ وهم قلة من الأفراد لا يمثلون الملايين من الناس ـــ متانة ولُحمة العلاقة التي تربط بين شعب المملكة وقيادته، ولم يكن هذا الهدوء أمرا مفاجئا لكل مَن يعرف طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في هذا الوطن، وقيمها الأصيلة المبنية على الاحترام المتبادل، والثقة الأكيدة بين الطرفين.. هذا إن اعتبرنا أن هناك طرفين في هذه المعادلة.. لأن واقعنا يؤكد أنه طرفٌ واحدٌ تندمج فيه تطلعات القيادة ومساعيها بآمال المواطنين وأحلامهم تجاه مستقبلهم ومستقبل وطنهم بمختلف شرائحهم. وحالة الفرح العفوي العارمة التي اجتاحت الوطن من الماء إلى الماء خلال عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ـــ من رحلته العلاجية قبل أيام قليلة.. هي خير استفتاء حقيقي على تلك العلاقة التي لا تشبه سواها في أي قطر آخر.. وكان من المفترض أن تزيل من أذهان بعض المزايدين أي وهم في محاولة استنساخ ما يجري في بعض الأقطار الأخرى؛ لسبب بسيط هو أن معظم ما يُطالب به أولئك المتظاهرون في تلك الدول كان يشكل في المبدأ برنامج عمل لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني، وقيادات الوطن كافة.. بمعنى آخر، أن هذه القيادة، التي هي في الأساس جزءٌ من هذا الشعب ومن وعيه ومن ضميره، لم تكن لتنتظر مَن يطلب منها الإصلاح ومحاربة الفساد، ومعالجة قضايا الأمة؛ لأن أول عنوان بدأ به خادم الحرمين الشريفين عهده الميمون كان هو عنوان الإصلاح إلى أن التصق هذا الاسم بشخصه الكريم في الأوساط كافة بوصفه ملك الإصلاح. وبما أن خطوات الإصلاح في هذا الوطن لم تعد مجرد عناوين أو شعارات بعد أن وضعتها القيادة مباشرة على الأرض على هيئة مشاريع تنموية عملاقة وجامعات ومدن اقتصادية ومستشفيات وطرق وسواها.. فإن أي شعارات ستدّعي تبني الإصلاح ستكون كمن يجلب التمر إلى هجر، كما يقول المثل المعروف، خاصة بعدما ثبت للجميع أن ملك الإصلاح كان على الدوام أسبق من الجميع في ترجمة الإصلاح إلى حقيقة يراها المواطن رأي العين. الجانب الآخر في شذوذ هذه الدعوات وخروجها عن السياق، ليس فقط أنها تتصادم مع ما أجمع عليه علماء المملكة من كونها بابا للفتن والإضرار بمصالح البلاد والعباد وحسب، إنما أيضا لأنها تراهن على ثابت قيمي وأخلاقي لدى الشعب السعودي بات في حكم المفروغ منه، والذي يدرك بوعيه أن صناعة هذه الوحدة الوطنية العظيمة التي قادها الملك المؤسس جلالة الملك عبد العزيز ـــ طيب الله ثراه ـــ وجمعت أشلاء هذا الوطن في أول وحدة عربية عرفها التاريخ الحديث، وسخَّرت ثرواته لخدمة الجميع على قدم المساواة، هي في وعي المواطن أكبر من كل المساومات، ومن أي قدرة على الاختراق أو العبث .. لأنها تتكئ على ما لا يقبل أي مواطن المساس به أو تعريضه للخطر .. فوق انفتاح كل آفاق الحوار مبكرا، وعلى يد خادم الحرمين الشريفين قبل نحو ست سنوات من خلال إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وفي تلك الأثناء لم يكن الشارع العربي يموج بالتظاهرات أو الثورات .. لتبدو كما لو أنها كانت تنفيسا لاحتقان أو تهدئة للنفوس، إنما جاءت هذه الخطوة لتضع الجميع أمام مسؤولياتهم في بناء الوطن، بالرأي الصادق والمشورة المخلصة، ولتجعل من الحوار ذاته عملا مؤسسيا وحضاريا، يسمح بدخول كل الآراء على خط الإنتاج مع الحفاظ على أمن الوطن ومقدراته وإنجازات أبنائه. كل هذا يجعل من المملكة، التي لا تزال تشهد أضخم تنمية وطنية، خارج حسابات الصيغ التعكيرية التي يحاول الأعداء جر البعض إليها من باب الاقتداء بالآخرين، غير أن الشعب السعودي الذي يعي ما يدور ويعرف حجم الاستهداف الذي يتربص به من الأعداء والحاقدين أثبت بوعيه وقناعته بمستقبل وطنه أنه خارج حساب المزايدات التي تتمنى أن تراه يتعثر في خطاه في تيه الاضطرابات والفتن. وهذه هي الخصوصية الحقيقية التي نفخر ونفاخر بها في هذا الوطن الذي يرفض أن يلبسه الآخرون شعارات فُصّلت لغيره.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
737558النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6362الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - الاحوال السياسية
المجتمع السعودي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الصحة الشخصية
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
تاريخ النشر
20110313الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية