صرخة ضمير
التاريخ
2010-11-01التاريخ الهجرى
14311124المؤلف
الخلاصة
ويستمر هذا الزعيم متجاوزا ما يتوقعه أكبر الحالمين من أي زعامة في هذا الراهن العربي المليء بالتمزق والشتات، والمهدد بأشد الأخطار. الأمل والعمل هو الشعار الذي يطبقه عبدالله بن عبدالعزيز ولا يلهج به فقط كعادة الرافعين للشعارات والمتنصلين من العمل على تحقيق أدنى متطلباتها.. ورشة العمل الهائلة التي تدور داخل الوطن تحتاج إلى كل الوقت الذي يملكه حاكم لوطن باتساع المملكة تنتشر المشاريع العملاقة في كل جزء منه. برامج الإصلاح والتطوير والتحديث في مجالات عديدة هامة تحتاج متابعة دقيقة لكل تفاصيلها. الشأن الداخلي في هذه المرحلة شأن ضخم يمر بمنعطفات حساسة نحو المستقبل الذي وضع رؤيته ملك لا يدير بصره إلى الخلف. لكن ذلك لم يؤثر على الالتزام الذي تضطلع به المملكة تجاه القضايا العربية والإسلامية والدولية التي يرتبط بها مستقبل الإنسانية ومصيرها.. دور ليس جديدا ولا طارئا، بدأه المؤسس واستمر بعده التزاما أساسيا في سياسة المملكة عبر المراحل التالية.. فلسطين، التضامن العربي والإسلامي، السلام الدولي، كلها قضايا لم تفارق ملف الحاكم السعودي في كل الأوقات، وجاء عبدالله بن عبدالعزيز ليضيف لهذا الاهتمام والالتزام بعدا جديدا تمثل في الإيمان بضرورة أن يكون الحوار بين كل الأديان والمذاهب والأعراق والمعتقدات هو الطريق والنهج الأمثل للسلام بين شعوب العالم، وليس النزاعات والاحتقانات التي تفضي إلى الحروب والدمار.. على الصعيد العربي لا يمكن للتأريخ المنصف أن يتجاوز ما فعله عبدالله بن عبدالعزيز من أجل العرب. لا يمكنه أن يتناسى الكلمات المدوية الصادقة التي يملؤها الإشفاق والخوف على مصير العرب إذا ما استمروا على ما هم فيه. لا يمكنه أن يقلل من مقدار الصراحة والوضوح والشفافية المطلقة التي تميزت بها خطاباته في المؤتمرات واللقاءات التي جمعت القادة العرب. كما أن التأريخ لا ينسى مبادرات العمل على تحقيق الوئام والمصالحة حين تشتعل بؤر النزاع وتصبح جاهزة للتدخلات التي تزيدها اشتعالا.. تحولت المملكة إلى بيت العرب الحقيقي الذي يجمع الفرقاء ويحاول بصدق تضييق فجوة الخلاف بينهم. سجلات التأريخ تحتفظ بما جرى في الطائف وانتزع لبنان من مسلسل الدم الطويل وأعاد له نبضه الجميل، كما أن الذاكرة ما زالت تحتفظ بالمشهد الطازج حين قطع عبدالله بن عبدالعزيز الوطن العربي من مغربه إلى مشرقه ليصل فجأة إلى دمشق وبيروت حين رأى نذر الشؤم بدأت تتلبد سحبها في سماء لبنان.. بطاح مكة المكرمة ما زالت تحتفظ بمشهد الزعامات الفلسطينية المتنازعة وهي تلتئم جوار بيت الله الحرام برعاية ملك الوئام الذي بذل كل ما يمليه عليه ضميره من أجل وقف المزيد من حلقات الضياع والألم في فلسطين، وليت أولئك وفوا بعهودهم أمام الله وفي بيته المقدس.. أما العراق، فليس النداء الذي وجهه الملك عبدالله هو النداء الأول ولا المحاولة الأولى ولا الاهتمام الأول به.. منذ أن بدأت ملامح الانهيار تحيط به وهو يدعو بصدق وإخلاص إلى تفادي المآلات السيئة التي يمضي إليها. ومنذ أن بدأ حمام الدم يفيض على أرض العراق وهو يبذل المساعي الحثيثة لحقن الدماء والحفاظ على وطن عريق. وحين تضافر النزاع الداخلي مع الخراب الذي سببه التدخل الخارجي كانت دعوات الملك عبدالله مستمرة لإنقاذ العراق من عبث أبنائه وتربص أعدائه، ورحبت الرياض بكل المتنازعين على أشلائه لتقديم المشورة والدعم ومبادرات الصلح، إلا أن الحال استمر على ما هو عليه.. لهذا السبب كان النداء الذي أطلقه الملك عبدالله يوم السبت الماضي جرس إنذار يهز أسماع الكون، ويستصرخ في العراقيين حبهم لوطنهم وضرورة الارتقاء به فوق الخلافات والمطامح الذاتية، لأنه لم يعد يحتمل المزيد من التشرذم والضياع. كان نداء مشبعا بالصدق والحب للعراق وأهله، وخوفا عليه ومما سينتج لاحقا من أوضاعه إذا استمرت على ما هي عليه.. هاهي المملكة تسجل موقفا أخلاقيا إضافيا في تأريخها.. وها هو عبدالله بن عبدالعزيز يفتح بيت العرب لكل العرب، لعلهم يدفنون فيه خلافاتهم التي تدمر الأوطان والشعوب. habutalib@hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة
الرابط
صرخة ضميرالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
736695النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
16137الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المؤلف
حمود أبو طالبتاريخ النشر
20101101الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين