الإسلام دين الحوار
التاريخ
2008-11-14التاريخ الهجرى
14291116المؤلف
الخلاصة
الجمعة, 14 نوفمبر 2008عبدالله فراج الشريفمن محاسن ديننا أن الدعوة إليه إنما تتخذ الطريق الأسلم للاقناع وهو الحوار، فليس فيه إكراه على الدين، فالله عز وجل يقول (لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ويُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا واللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). فهو الدين الذي يزخر كتابه العظيم (القرآن الكريم) بألوان من الحوار غايتها اقناع من لم يؤمنوا به بمحاسنه فهو يرشد اتباعه إلى دعوة غيرهم عن طريقه، بل وحتى عن طريق الجدل بالتي هي أحسن فالله يقول في محكم كتابه مرشدا نبيه صلى الله عليه وسلم (ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وقال له مؤيدا هذا الطريق الابهى والاسلم والذي يقود الى الخير دائما (ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلاَّ الَذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إلَيْنَا وأُنزِلَ إلَيْكُمْ وإلَهُنَا وإلَهُكُمْ واحِدٌ ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) فدعوة إلى دين طريق الإقناع به الحوار هي دعوة تقود حتما إلى يقين، فلما تنكب المسلمون الطريق السوي، وزعم بعضهم الا حوار بين إيمان وكفر كما زعموا، ولو أن كل مؤمن لم ير طريقا إلى الدعوة إلى الدين الا عبر السلاح، لما انتشر هذا الدين كما انتشر حتى كان اتباعه ثلث العالم أو يزيدون، إن الجهاد الذي هو أهم فرائض الإسلام لم يشرع قط لتبليغ الناس بالدين الحنيف، وإن كان هو إحدى وسائل إزالة العوائق من طريق المبلغين له، في حالة إذا منع الناس المسلمين أن يبلغوا دينهم لغيرهم، وهو الأمر الذي لم يعد اليوم ممكنا في أوضاع العالم المعاصر، كما أن وسائل التبليغ تعددت وتنوعت، ولا يستطيع أحد الوقوف في طريقها بعد أن اصبح العالم كله قرية واحدة، لا يخفى في جانب منها شيء على من يحيا في الجانب الآخر، هذا يفرض على المسلمين اليوم أن يحسنوا الدعوة إلى دينهم، وأن يحسنوا تحصين مجتمعاتهم بأفكار يقبلها العقل لصد أي هجوم على دينهم، أو تشويه متعمد له عبر العالم، فالعصر لم يعد فيه مقبولا أن يتقوقع المسلمون في ديارهم، ويظنون أن ما يجري في العالم من حراك للأفكار....
الرابط
الإسلام دين الحوارالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
738956النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16641الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
عبدالله فراج الشريفتاريخ النشر
20081114الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية