الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك عبدالله.. أنكر ذاته معطياً التمجيد لمواطنيه
التاريخ
2008-10-23التاريخ الهجرى
14291023المؤلف
الخلاصة
أفقنا العربي مليء بالطرائف والغرائب.. من هو الزعيم الذي لم يحاول أن يلحق ذاته بقدسية الإله فلا يحاور ولا يناقش ويطلب من الكل ليس السمع والطاعة فقط ولكن لابد من التقديس.. وهم لم يفعلوا إلا توالي التهديم.. زعيم عربي كاد أن يلحق نفسه بقداسة النبوة عندما أدخل تعديلاً على آيات قرآنية وما كان يستطيع أحد عنده أن ينكر ذلك.. أبو عدي الآتي من فقراء العوجة والذي طور نفسه مبكراً بالانتماء إلى تكريت ثم وصل إلى بغداد مدعياً أنه أحد أحفاد النبي.. قبلهما النميري في السودان جرّب الشعارات الثورية في عصر عبدالناصر والوعود الخلابة، ثم إذا انتهت الثورة ووجد أن الناس يعانون من حقيقة أنه لم يفعل أي شيء من أجلهم جمع كل كراتين المشروبات الكحولية في مهرجان لإراقتها في مياه النيل تقرباً إلى الله، وهو يقصد التقرب إلى الشعب الذي انشق من تلك المرحلة بين تطرف إسلامي وتطرف سياسي.. قبلهم جميعاً تم دفن القيمة الاقتصادية للعراق في مذابح الموصل وكركوك وانتهاءً بما بين العراق والكويت من مساحات.. ولم يخلّف عبدالناصر لمصر إلا روايات هيكل المخجلة.. يقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يتوشح التقدير والثناء والإكبار من الجميع ليقول: أنا لا أستحق هذا كله.. غيري عمل واجتهد.. هل أتى الإنصاف من عبارة الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي في قوله: الإنسان وإبداعاته والمعرفة وتطورها في جوهر اهتمامكم.. أم أتى الإنصاف من عبارة الجازي الشبيكي في قولها: نطمح لتحقيق الريادة العالمية وتقدم بلادنا من خلال بوابة الثروة العلمية واقتصاد المعرفة.. نعم.. اقتصاد المعرفة.. وليس اقتصاد الامبريالية المتداعية التي فاجأ فيها الرئيس بوش بانهيارات البنوك الكبرى.. الواقع مع براعة التعبيرين، إلا أن ثمة ما هو أكثر تصويراً وبراعة لمشهد الوجود التاريخي الذي يقف في أعلاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. مشروعات التحول الاقتصادي الكبرى.. مهمات التغير الكبرى اجتماعياً إلى الأفضل.. في رؤية لمنظرين أمريكيين قبل أسبوعين يقولون إن القيادة الأمريكية اطمأنت إلى ما بعد سقوط موسكو لكن لم تملك مرونة القدرة في قيادة الجميع فكان أن سقطت الامبريالية عفواً بمنهجها القديم أمريكياً وليس بتداولها عالمياً خارج واشنطن.. الملك عبدالله لم يذهب إلى بيت كل مواطن فيعطيه مالاً.. هذا غير ممكن.. لكن الرجل الكبير فكراً وإرادة استشرف الواقع السعودي القائم وحقائق واقع المجتمعات المتقدمة حضارياً فأدرك حقيقة وجود الركود الاجتماعي والثقافي والاقتصادي في مجتمعه فكانت قيادته للقيم الجديدة والمشروعات الجديدة وظاهرة الحوار المبهرة.. لقد وضع في يد المواطن أمانة مسؤولية الوطنية ولم يفاخر بنفسه من خلال بريق أحلام كما في الدول العربية الأخرى منذ زمن قريب، وما زال بعض آخر يمارس مهزلة الإيهام، لكن الملك عبدالله ملأ الواقع بأفكار ومشروعات التغيير في التوجه إلى الأمام.. إذا أخذنا المعيار الاقتصادي سنجد أن الملك عبدالله أكثر حصانة من مسؤولي دول كبرى انهارت اقتصادياتهم.. وإذا أخذنا المعيار الاجتماعي فسنجد أن ثمة فوارق قرون بين ركودنا منذ بضع سنوات وبين انطلاق وعينا ومفاهيمنا وثقافتنا في السنوات الأخيرة.. معيار ثالث.. لم يقبل أن نكون مجرد باعة بترول لكنه أسّس لأن نكون دولة صناعية ستتضاعف قدراتها الاقتصادية أكثر من واقعها الراهن الذي هو في قمة الازدهار..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
739610النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14731الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودجعفر محمد نميري
جمال عبدالناصر
حمود بن حماد ابوشامة
خالد بن محمد العنقري
المؤلف
تركي بن عبد الله السديريتاريخ النشر
20081023الدول - الاماكن
السعوديةالسودان
العراق
الكويت
روسيا
مصر
الخرطوم - السودان
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
القيروان - الكويت
بغداد - العراق
موسكو - روسيا