الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المليك في المنامة.. ضربٌ من العشق لا دربٌ من الحجرِ
التاريخ
2010-04-16التاريخ الهجرى
14310502المؤلف
الخلاصة
محمد الوعيلالمليك في المنامة.. ضربٌ من العشق لا دربٌ من الحجرِمحمد الوعيلضربٌ من العشقِ لا دربٌ من الحجرِ هذا الذي طار بالواحاتِ للجزرِ هكذا وصف شاعرنا الرائع د. غازي القصيبي ـ شفاه الله وعافاه ـ وفي قصيدة طويلةٍ ومؤثرة، جسر الملك فهد عندما تم وضع حجر أساسه، وتدشينه عام 1986، ليصبح الجسر بعد قرابة ربع قرن، شريانا هاما في العلاقة بين الشعوب الخليجية، وغدا تجربةً ناجحةً لتطويع المشاريع الاقتصادية في تنمية المجتمعات المحلية، وليصبح بعد كل هذه السنوات، المشروع الأهم جغرافياً بالمنطقة لأنه أوصل البحرين بعد قرون طويلة بالبر وأصبح يمثل شرياناً للحياة، ومن أكثر المنافذ حركة في الشرق الأوسط. عندما وصف القصيبي، ما بين المملكتين (السعودية والبحرين) بأنه ارتباط روحي، ووجداني، وليس مجرد حبات من الحجر، فكأني به، وهو يوصّف الحالة التاريخية، بين شعبين وقيادتين امتزجا عبر التاريخ، وتأصلا في السرّاء والضرّاء، ولم يفصل بينهما مدٌّ ولا جزر. بل كانت الإرادة أقوى من الموج، والحب أعنف من البحر. تذكرت، قصيدة رائعنا القصيبي، وأنا أجول في شوارع المنامة، تفقداً لاستعداداتنا في (اليوم) مع فريق التغطية المكلف بمواكبة زيارة القائد عبدالله بن عبدالعزيز المرتقبة للبحرين، ومحادثاته مع شقيقه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكان كل ما سمعته من مشاعر ودية وأخوية، من أشقائنا في البحرين، ترجمة صادقة لطبيعة منطقتنا الخليجية، ولخصوصية وتميّز ما يربط بين شعوبها وقادتها عبر الأزمان. تذكرتُ، كيف نجحنا في المملكة وفي البحرين، في أن نضرب مثلاً إعجازياً، ينهي عزلة البحرين مع اليابسة، ويصلنا معها بشريان أصبح مضرب الأمثال في تحدي عوائق الجغرافيا، ليتكامل ما يربط الشعبين معنوياً ووجدانياً مع ما يربطهما جغرافياً وبرياً. تذكرتُ أيضاً، ذلك الصدى الرائع في القلب البحريني لكل ما هو سعودي، وتأملتُ كذلك، حجم التقدير الذي لمسته وعبر كل من قابلتهم في الشارع البحريني، لقيادة المملكة، والامتنان الهائل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، والذي يتماس مع الرابط الشعبي الذي تجذّر من خلال كل ما هو مشترك بين الآباء والأجداد، عبر خليج يجمع ولا يفرق، ورحلة صيد نتقاسم سوياً رزقها، وأغنية من أغاني البحارة القدماء، حينما تمتزج بحبات العرق على جبين يلتمع بابتسامة وطيبة لا تنتهي. من كل هذه الروابط، يمكننا أن نفهم جيداً، مغزى زيارة المليك القائد، للمنامة، ويمكننا أن نتلمس كم هي جسور المحبة التي تجمعنا، وربطت بيننا قبل أن تلتحم اليابسة، ويلتئم بر الخبر بامتداد المنامة والرفاع ومدينة عيسى وجد حفص وغيرها من الأرض البحرينية الشقيقة. خادم الحرمين الشريفين في المنامة.. يصل أكثر ما هو موصول بالتاريخ والجغرافيا والدم واللهجة، وبالقربى والانصهار والامتزاج. خادم الحرمين الشريفين في المنامة.. وكأنه لم يغادر أرضه السعودية، بل وكأن الأشقاء البحرينيين، سعوديون بوجه آخر، تفتحت القلوب مثلما العقول لاستقباله والترحيب به.. خادم الحرمين الشريفين في المنامة.. نعم.. لا تزال هناك فصولٌ أخرى، يسطرها المليك بقامته، ويكتبها بأفعاله، لذا تحفظ له كل العواصم ما كان، وما سيكون.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
744220النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13454المؤلف
محمد الوعيلتاريخ النشر
20100416الدول - الاماكن
البحرينالسعودية
الرياض - السعودية
المنامة - البحرين