الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عظمة الحج والوعي الثقـافي
الخلاصة
عزيزي رئيس التحرير قال تعالى: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } (آل عمران: 97) . بدأ الله (سبحانه وتعالى) في هذه الآية بالحديث عن محاسن البيت، وعظيم شأنه، ترغيبًا للنفوس لتأدية واجب الإسلام وما فيه من الأجر والثواب الكبير عند الله، ومع ذلك تختلف العقول والإدراك باستغلال هدا الموسم ، بل هذه الايام القلائل العشرة التي لا تتكرر إلا في كل عام. يتوهم بعض من الحجاج أنهم مدركون مفاهيم الحج وأحكامه ويتجاهلون المرشدين والواعظين ومعرفتهم ، وكأن ناصيتهم بلغت معرفة الأحكام الشرعية وتفاصيلها، فهدا النوع من الحجاج بلا شك واقعون في فخ الكسل و“ التقاعس الديني “ فلابد لهؤلاء الحجيج أن يستشعروا بأهمية المرشدين في الحج والرجوع إليهم في المسائل الشرعية وأحكامها وتفاصيلها، فالحج مدرسة تعلّم الحاج الصبر والأخلاق والأمانة والحكمة والتعايش والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستحضار الأحكام الشرعية بشكل مكثف ...الخ . فلا بد للحجاج أن يتحلوا بحسن الخلق والروحانية، فالحجيج يرسخون كل طاقاتهم وحواسهم بتقديم أعمال واجب الحج ومستحباته على أتم وجه ، وامتثال لأوامره واجتناب نواهيه خالصة نياتهم لعبادة الله (سبحانه وتعالى) فمن فضل الله الكبير على عباده أنه جعل الحج والعمرة ينفيان (الذنوب والفقر) كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، ووردت في فضله وثوابه أحاديث كثيرة وذلك لما فيه من المنافع العامة والخاصة .. وقد بيّن الله (سبحانه وتعالى) مجمل حكمه ومنافعه في قوله تعالى ( ليشهدوا منافع لهم ) أي منافع دينية واجتماعية ودنيوية. فالحج تقوم به أحوال المسلمين ويقوم دينهم ودنياهم، ويبنى على المحبة والتوحيد الذي هو الأصل الأول فلولا وجود بينة في الأرض وعمارته بالحج والعمرة لأُذن هذا العالم بالخراب. سبحانك يا رب .. من مدبّر للكون، جعل البيت الحرام كعبة للمسلمين ولم يفرق بين جنس ولون إلا بالتقوى.. قال تعالى: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب } (البقرة:197) وانك لترى الجمع متذللين خاشعين لله في بيته ، وعند مواضع النسك ويسألونه جميع ما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم فيجزل لهم من قراءة ما لا يصفه الواصفون حتى تتحقق محبتهم ويظهر صدقهم مع الباري (جلا جلاله)، فإن أفضل ما يبذل فيه إخلاص النيات لله ، وصرف الأموال في أمور الخير والطاعة ، وتنقية الأبدان بالتوسل لله بالعمل الجليل ، فإن الله وعـدهم باسترجاع كل ما صرفوه وأكثر. لا يحصي نعمه معدّ ولا عادّ، سواه العزيز الجبار، فكرمه لا محدود ولا منقطع .. ومن مشروعية الحج أيضا لما فيه من ذكر الله الذي تطمئن به القلوب ويصل به العهد إلى أكمل مطلوب، كما ورد في الأثر: ( إنما جُعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله). ومن مظاهر الحج وفوائده : أن المسلمين متحدون ومتماسكون ومتعاونون يجتمعون فيما بينهم كالبنيان المرصوص ، لا يتفرقون ، متقربين للمعبود بالتلبيات والأدعية والعبادات ، تجمعهم كلمة ( لا إله إلا الله ) فالحجاج حضروا من أقصى البلدان الإسلامية وأقربها يبتهلون إلى الله تضرعا وخشية طمعا في رحمته وكرمه الذي لا ينقطع . ربّ اجعل هذا البلد آمنا واجعلنا من حجاج بيتك الحرام ، وثبّتنا على الإسلام وارزقنا الجنان يا وهّاب، واحفظ لنا ولاة امورنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز (حفظهما الله) وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) وجميع الأسرة الكريمة والشعب السعودي خاصة والمسلمين عامة . فسِر يا وطني على دروب الخير ونحن جندك. زهير عبد الجليل الحجاج ـ جزيرة تاروت
الرابط
عظمة الحج والوعي الثقـافيالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
746868النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
12954الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالحج
القيم الاسلامية
مناسك الحج
تاريخ النشر
20081202الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية