الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
رائد القول والفعل
الخلاصة
صيرورة الحياة تفرض على المجتمعات أن يكون التغيير من داخلها، وفقاً لظروفها واستجابة لاحتياجاتها أولاً، ثم تماشياً مع المتغيرات من حولها.. وربما كان هذا بالضبط الإطار العام لعملية التغيير الحثيث التي نخوضها في المملكة منذ سنوات، ويقودها ويشرف عليها ويشجعها خادم الحرمين الشريفين بشكل شخصي، والذي سبق له أن أكد مراراً، أن أي عملية إصلاح ستكون بلا فائدة إذا فقدت أهم عناصرها، وهو التوافق حولها، والإيمان بأهميتها وضرورتها. والمراجع لمجمل عملية التحديث ـ إن أردنا الدقة ـ الجارية منذ سنوات، يجد أنها تتشعب عبر شرايين متعددة، لتشمل ليس مجرد الإطار النظري، لكنها تتمدد لتشمل التطبيق العملي والمنهجي المتأني، تماماً كأنبوب المغذي الذي لا يصلح دفعه مرة واحدة، بل يجب أن يتهادى تدريجياً ليؤتي أكله. الأهم في هذه العملية الإصلاحية أنها تتم دون ضجيج، ودون شعارات، ودون هذه البهرجة التي عادة ما نراها في عواصم أخرى، التنفيذ لدينا يتم في هدوء مراعياً كافة الأبعاد الاجتماعية والنفسية، كما أنه ليس فجائياً أو طارئاً، لأنه أولاً وقبل أي شيء، يتفهم طبيعة الشخصية الاجتماعية وتركيبتها، وظروفها، واستعدادها العام لتقبل هذا التغيير. من هنا نفهم وندرك، سر كل التوجهات التي يحرص على تدشينها المليك القائد، ويراعي فيها أن تكون ضمن عملية استنهاض شاملة للفكر وللسلوك وللممارسة، ونفهم أيضاً تلك الدلالة الرمزية التي يقدم عليها بنفسه، وكأنه يقول لكل المجتمع رسالته الشهيرة، التي تعلي من قدر المواطن، سواء رجلاً أو امرأة، لأن الجميع سواسية في المواطنة، سواء في القدرات، سواء في الثقة والعطاء. دلالة إطلاق المليك بنفسه اسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على جامعة البنات بالرياض مثلاً، بعد أن اقترح إطلاق اسمه الكريم على الجامعة، تعني لنا إعادة الاعتبار للمرأة وعلى أعلى المستويات، وتعني أيضاً أن المرأة هي الشريك الاستراتيجي في كل عمليات النهضة قديما وحديثاً ومستقبلاً، وعندما يعيد مجلس الوزراء بالأمس التأكيد على ضرورة منع أي عنف ضد المرأة، فإنه بذلك يشدد على نفس النهج المتضمن تعزيز دورها وتطبيق الإجراءات التي تتضمن معالجة أي مماطلة تمس حقوقها، ومنع أي عنف قد تتعرض له؛ والعمل على زيادة وعيها بحقوقها. وكذلك الإشارة الهامة للغاية والمتعلقة بكفالة حقوق الأفراد؛ وعدم اتخاذ أي إجراء يمس تلك الحقوق والحريات إلاّ في الحدود المقررة شرعاً ونظاماً. هذه التوجيهات والتأكيدات هي تلك التي تجعل من مليكنا فعلاً رائد الفعل والقول، والجهد المخلص لأن يكون المواطن هو الهدف والغاية.
الرابط
رائد القول والفعلالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
748472النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
12927الموضوعات
الاصلاح الاجتماعيالجامعات والكليات
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - التنمية الاجتماعية
السعودية - مجلس الوزراء
العنف
المرأة في السياسة
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
علم النفس الاجتماعي
تاريخ النشر
20081105الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية