الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حوار الديانات والمبادرة الرائدة
التاريخ
2008-11-20التاريخ الهجرى
14291122المؤلف
الخلاصة
الخميس, 20 نوفمبر 2008زيد صالح الواكد - سكاكابعد ان اختتم مؤتمر حوار اتباع الديانات والثقافات الاخرى اعماله يوم الخميس الموافق 3 نوفمبر في نيويورك والذي جاء بدعوة كريمة ورائدة وبنظرة ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وصدور البيان الختامي الرافض لاستخدام الدين وسيلة لقتل الابرياء وتشكيل لجنة حوار بين الاديان لتنفيذ ما تعهد به المشاركون لا بد لنا بعد ذلك من ان نشيد بالدور الرائد لخادم الحرمين وولي عهده وقيادة المملكة الرشيدة فمبادرة خادم الحرمين للحوار بين اتباع الديانات والثقافات مبادرة هامة جداً وجاءت في الوقت المناسب وفي وقت اشد ما تكون البشرية بحاجة اليها واهمية هذه المبادرة تأتي من كونها جاءت من قبل خادم الحرمين رأس القيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية دولة الشريعة وقبلة المسلمين والتي تضم على اراضيها المقدسات الاسلامية ممثلاً ذلك بالحرمين الشريفين. فخادم الحرمين هو الداعي دائماً للحوار على جميع الاصعدة ومختلف المستويات فالحوار الهادف والبناء جزء من سياسته حفظه الله فقد سبق وان دعا للحوار الوطني بين مختلف مفكري ومثقفي المملكة وهو الداعي لمؤتمر مدريد لحوار الديانات بعد ان دعم بموقف علماء المملكة الايجابي لهذه الخطوة ايماناً من الجميع باهمية الحوار والالتفاف حول القيم المشتركة بين مختلف الثقافات فهذه البلاد تمثل الاسلام وتدافع عنه وتتبنى قضاياه وتدافع عنها في المحافل الدولية فبلادنا تدعو دوما للحوار والسلام بدل الحرب ونبذ العنف والقتل والارهاب والعنصرية والتمييز فهي مهبط الوحي ومهد الرسالة الخالدة رسالة الاسلام دين الايمان والمحبة والسلام والتسامح دين الوسطية والاعتدال ودين الرحمة والرأفة والانسانية دين عالمي منفتح على العالم وعلى الديانات والثقافات الاخرى دين لا يخاف من الآخر بل يدعو لقبوله والتعايش معه يؤمن بالتنوع والاختلاف على انها سنة الهية قضتها حكمة الله سبحانه وتعالى قال تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وقوله: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) وقوله تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً). فالمملكة حرسها الله مدركة لاهداف الاسلام وتعي ذلك وتهدف بالنتيجة من هذه المؤتمرات الحوارية الى تعميق هذه الثقافة كمفهوم اسلامي وتهدف الى احلال السلام بين الامم على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم وهي تؤكد على ذلك وتحرص عليه وتدعو للحوار حول القواسم المشتركة بين الثقافات وحول المسائل والقيم المشتركة وتدعو لوقف جميع انواع التمييز والقتل بين اتباع الديانات والمحافظة على الحياة الانسانية ووقف ما يسمى بصراع الحضارات والتأكيد على حوار الحضارات لا صدامها وتؤمن بان الحضارات كلها قديمها وحديثها هي ملك للانسانية وكل حضارة مكملة للاخرى آخذة منها مغذية لغيرها. وفي الحقيقة ان ديننا الحنيف دين داعم وداع للحوار دائماً فقد قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..) وكما هو معلوم ليس هناك دعوة بدون حوار ولقد اثبت القرآن الكريم هذه الحقيقة بذكره حوار الانبياء مع اقوامهم وذكره حوار الله عز وجل مع ابليس اللعين بعد طرده من رحمته وهذا دليل على ان الحوار مبدأ وقيمة اسلامية. بارك الله في خادم الحرمين الشريفين وكلل مساعيه بالنجاح والتوفيق وجعل ذلك في موازين حسناته انه ولي ذلك والقادر عليه.. والله من وراء القصد.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
748530النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
16647المؤلف
زيد صالح الواكدتاريخ النشر
20081120الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة