الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تقصي الحقائق والزمن القياسي
الخلاصة
تقصي الحقائق والزمن القياسيكلمة الاقتصادية عندما وقعت فاجعة جدة في يوم التروية في أثناء موسم الحج الماضي، كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ يواصل كعادته رعايته الكريمة لضيوف الرحمن من المشاعر المقدسة، ورغم جسامة المهمة إلا أنها لم تصرفه في الوقت ذاته عمّا حدث في محافظة جدة من جرّاء السيول العارمة التي اكتسحت المحافظة، وتحديدا عددا من أحيائها الشرقية، حيث ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، ونجم عنها الكثير من الأضرار والتلفيات في الممتلكات، ما دعاه ـ يحفظه الله ـ إلى إصدار أمره الكريم وعلى الفور لتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق حول أسباب الكارثة، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره كائنا من كان، مع المبادرة إلى إيواء المتضررين وتوفير جميع سبل العيش الكريم لهم، وتعويضهم ومواساتهم. وقد شرعت اللجنة على الفور في ممارسة مهامها برئاسة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وعدد من المسؤولين في قطاعات رقابية مختلفة، في سياق متابعة شخصية ومستمرة من خادم الحرمين الشريفين، وانتهت إلى إعداد تقريرها النهائي الذي تشرفت بتسليمه إلى مقامه الكريم يوم أمس الأول الجمعة خلال استقباله ـ يحفظه الله ـ رئيس لجنة تقصي الحقائق وأعضاءها وأمينها العام في مزرعته في الجنادرية، حيث استمع ـ رعاه الله ـ إلى شرح مفصل عن الكارثة، واطلع على عدد من الخرائط التوضيحية والتقارير التفصيلية التي تبين حجم المياه التي هطلت على المحافظة.. وقد شكر خادم الحرمين رئيس اللجنة وأعضاءها على ما قاموا به من جهود للوصول إلى الحقائق وتوضيحها. ولعل السرعة التي تم بها إنجاز هذا التقرير بعد استكمال التحقيقات والاستقصاءات تكشف عن حجم الاهتمام الكبير الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين لهذه الفاجعة، وحرصه الأكيد على تجلية الحقائق بأقصى سرعة ممكنة، وصولا إلى الحقيقة ومن ثم وضع الأمور في نصابها. وأثبتت اللجنة جديتها في فتح كل ملفات القضية حينما واصلت الليل بالنهار لتنجز عملها خلال فترة لم تتجاوز الأشهر الثلاثة من وقوع الكارثة، وهو ما يؤكد منهج الثواب والعقاب وهو المنهج الذي اختطه خادم الحرمين الشريفين لنفسه في قيادة البلاد، ومواصلة عمليات الإصلاح المستمرة لرفع كفاءة العمل الإداري وتجنيبه العثرات أو الارتهان للا مبالاة، وهو ما حدث في هذا المثال الحيّ الذي لم يستغرق من الوقت ما هو أكثر من الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة الكبرى حول أسباب تلك الفاجعة التي آلمت الوطن برمته وعلى رأسه قيادته السياسية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني. هناك عديد من القضايا الصغيرة قد تأخذ من الوقت ما لا تستحقه، وهو ما أدّى في أحيان كثيرة إلى تعطيل أو إعاقة عجلة التنمية بسبب تراخي البعض أو الإذعان إلى بعض التفاصيل التي قد تصرف المتابعين عن مهامهم الأصلية، لكن نموذج لجنة تقصي حقائق فاجعة جدة، سيقدم البديل المثالي لأسلوب أداء لجان المتابعة، وسيكون مثالا حيا لكيفية استثمار عامل الوقت، واستثمار الإرادة الصادقة لإنجاز المهمة وفي وقت قياسي، وهو الأمر الذي عني به خادم الحرمين الشريفين حتى لا تبتعد صورة الكارثة عن الأذهان بالتقادم أو تبقى عرضة للنسيان، لأنه يريد أن يربط الإصلاح بأدواته الرئيسة ابتداء من تبيان الحقائق، وخلوها من أي شائبة، وانتهاء بالخطوات التي ستتبعها في مضمار تحديد المسؤوليات وما تستلزمه من المعالجات العاجلة والوقتية والمستقبلية. لقد ترجمت هذه اللجنة بآلية أدائها مهامها، وسرعتها في إعداد تقريرها اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحرصه وعنايته بهذه القضية، مثلما عكست بمنتهى الوضوح منهجه في المتابعة والإدارة، ورغبته الأكيدة في ألا تبتعد القضية عن إطارها العام بما يجيب عن تلك التساؤلات التي تحدد المسؤولية، وترسم بكل دقة ملامح الكارثة وأبعادها، حتى تكون المحاسبة مبنية على حقائق ومعطيات واضحة وجلية، وبما يمنع أي تجاوز أو تكرار لمثل هذه الواقعة لا قدر الله، وهو ما يطمح إليه قائد الوطن، ويجسد آمال مواطنيه، ولنا كل الثقة ـ إن شاء الله ـ أن ما سينجم عن هذا التقرير من إجراءات وخطوات سيكون بمثابة مصل وقاية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا فيما عدا ما يفوق قدرة البشر، كما أنه سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم في ظل وجود قيادة واعية لن تسمح لأي تساؤل حول التقصير أن يبقى مغلقا طالما اتصل الأمر بأرواح المواطنين ومقدرات الوطن .. حمى الله بلادنا من كل مكروه.
الرابط
تقصي الحقائق والزمن القياسيالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
749318النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5991تاريخ النشر
20100307الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية